كتبت: شيماء طه
تُعد قوات الطيران الجوي المصرية جزءًا حيويًا من الجيش المصري، حيث تلعب دورًا بارزًا في حماية حدود البلاد وتحقيق التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
منذ تأسيسها عام 1932، تطورت القوات الجوية بشكل كبير من حيث التسليح والتدريب، لتصبح واحدة من أقوى القوات الجوية في الشرق الأوسط.
نشأتها وتأسيسها
بدأت نواة القوات الجوية المصرية عندما أنشأت الحكومة مدرسة الطيران في عام 1932 لتدريب الطيارين المصريين ، في البداية، كانت القوات الجوية صغيرة وتستخدم طائرات بريطانية الصنع.
ومع مرور الوقت، شهدت تطورًا ملحوظًا بفضل السياسات الهادفة إلى تعزيز قدراتها.
خلال الحرب العالمية الثانية، نمت القوات الجوية بشكل ملحوظ ، وبعد ثورة يوليو 1952، أصبحت القوات الجوية أحد أعمدة الجيش المصري، حيث تم تطويرها وتحديث تسليحها لتكون قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة.
التطور والقدرات العسكرية
شهدت القوات الجوية المصرية تطورًا سريعًا بعد نكسة 1967، حيث تم التركيز على بناء قوة جوية حديثة ومتطورة.
في هذا الإطار، اعتمدت القوات على الطائرات الروسية مثل “ميج” و”سوخوي”، ثم أدخلت الطائرات الغربية مثل “إف-16” الأمريكية.
اليوم، تمتلك القوات الجوية المصرية طائرات مقاتلة متعددة المهام، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر وطائرات استطلاع ونقل.
كما تمتلك شبكة من القواعد الجوية المنتشرة في أنحاء البلاد، مما يضمن قدرتها على الاستجابة السريعة لأي تهديدات محتملة.
أهمية القوات الجوية فى الحروب
لعبت القوات الجوية المصرية دورًا رئيسيًا في حروب مصر المختلفة.
أبرز هذه المحطات كان في حرب أكتوبر 1973، حيث تمكنت القوات من تحقيق نجاحات استراتيجية عبر ضربات جوية مكثفة ساهمت في تغيير مجرى الحرب.
كانت هذه الضربات بداية لفتح جبهة النصر، وشهدت تدمير العديد من المواقع الإسرائيلية المهمة.
أشهر الطيارين العسكريين
على مر تاريخ القوات الجوية، برز عدد من الطيارين المصريين الذين أثبتوا شجاعة وكفاءة استثنائية في المعارك الجوية، ومن هؤلاء الأبطال:
اللواء محمد حسني مبارك
قاد السلاح الجوي المصري خلال حرب أكتوبر 1973.
عرف بمشاركته في التخطيط للضربات الجوية التي أذهلت العدو الإسرائيلي وكانت حاسمة في النجاح الأولي للقوات المصرية، أصبح لاحقًا رئيسًا لجمهورية مصر العربية.
عاطف السادات
شقيق الرئيس الراحل أنور السادات ، عرف ببطولته خلال حرب أكتوبر، حيث شارك في الضربة الجوية الأولى وأصبح شهيدًا بعد أن دمر العديد من الأهداف الاستراتيجية للعدو.
الفريق محمد صدقي محمود
من القادة الأوائل للقوات الجوية المصرية، وشارك في العديد من الحروب المهمة في تاريخ مصر الحديث، خاصة في فترة الخمسينيات والستينيات
الطيار أحمد عاطف
شارك في الضربات الجوية ضد القوات الإسرائيلية خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. يعتبر من أبرز الطيارين الذين ساهموا في تحقيق انتصارات كبيرة خلال تلك الفترات.
أحمد شفيق
تولى قيادة القوات الجوية وشارك في تخطيط وتحديث القوات الجوية المصرية بعد الحرب. كان له دور كبير في تطوير العلاقات الجوية مع الدول الغربية.
التدريب والتعاون الدولي
تلعب برامج التدريب والتطوير دورًا محوريًا في الحفاظ على كفاءة الطيارين المصريين. يتم التدريب في الأكاديمية الجوية المصرية بالتعاون مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، مما يساهم في تعزيز القدرات الدفاعية والاستعداد لمواجهة التهديدات.
تظل القوات الجوية المصرية رمزًا للقوة والاحترافية، تعكسها التكنولوجيات المتطورة والكفاءات البشرية التي قادت السماء المصرية خلال فترات الحروب والسلام.
بفضل جهود الطيارين العسكريين الذين بذلوا أرواحهم، تواصل القوات الجوية المصرية دورها كدرع واقٍ لمصر، وحاميًا لأمنها القومي.
