حوارات و تقارير

حكاية كعك العيد.. هل كان الفاطميون أول من صنعه؟

أميرة جادو

يعرف “كعك العيد” أو كما يسميه المصريون “كحك العيد”، بأنه تقليد راسخ يمتد جذوره في الثقافة المصرية منذ القدم، ولا يزال يحتفظ بمكانته حتى يومنا هذا.

ما قصة كعك العيد؟

توارث المصريون عادة إعداد كعك العيد عبر الأجيال، حيث يشكل حضورًا بارزًا على موائدهم خلال احتفالات عيد الفطر. ومع اقتراب العيد، تنشغل النساء في تحضيره، في مشهد يعكس ارتباط المصريين العميق بهذه العادة التراثية.

يعتقد أن الفراعنة كانوا أول من صنع كعك العيد، إذ تشير النقوش على جدران المعابد والمقابر الفرعونية إلى صور لصناعته وتقديمه كقرابين، ومع مرور الزمن، واصل المصريون الحفاظ على هذا التقليد الذي تطور عبر العصور.

دار الفطرة

تزخر المؤلفات العربية بالكثير من الإشارات حول تاريخ كعك العيد، وتبرز اهتمام الفاطميين والإخشيديين به، حيث أسس الفاطميون إدارة حكومية متخصصة أطلقوا عليها اسم “دار الفطرة”، وكانت تعنى بتجهيز كميات ضخمة من الكعك والحلوى لتوزيعها خلال العيد، وخصصوا لها ميزانيات ضخمة.

أيهم سبق الآخر.. الفاطميون أم الإخشيديون؟

بينما يشاع أن الفاطميين هم أول من اهتم بتنظيم صناعة كعك العيد، يرى بعض الباحثين أن الدولة الإخشيدية سبقتهم في ذلك. ويؤكد الباحث حسن عبدالوهاب في كتابه “رمضان”، الصادر عن دار القلم بالقاهرة، أن الإخشيديين كانوا السباقين في العناية بهذه العادة التراثية.

كعك محشو بالذهب

وثقت بعض الروايات التاريخية أن أبا بكر محمد بن علي المادرائي، وزير الدولة الإخشيدية، ابتكر نوعًا فاخرًا من الكعك كان يحشى بالدنانير الذهبية، وعرف حينها باسم “افطن له”، وهو ما يعكس اهتمام الإخشيديين بكعك العيد قبل الفاطميين.

كعك حافظة

من بين الأسماء التي خلدها التاريخ في عالم الحلويات، “حافظة”، وهي طباخة مصرية كانت تعمل في القصور الأيوبية واشتهرت بصنع كعك مميز أصبح يعرف باسمها “كعك حافظة”، ما يعكس استمرار الاهتمام بهذه العادة خلال العصور اللاحقة.

استمر المصريون عبر القرون في إعداد الكعك وتوزيعه، حتى أن بعض الوقفيات الإسلامية نصت على توزيعه للفقراء واليتامى، وظل كعك العيد حاضراً بقوة في الأسواق المصرية خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، حيث تفنن المصريون في تصميم قوالب مزخرفة لحفر النقوش والكلمات على سطحه، وبعض هذه القوالب لا يزال محفوظًا في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.

ظل تبادل كعك العيد بين الجيران والأهل تقليدًا مصريًا أصيلًا، ويروى أن محمد بن السعودي الخياط، الذي عاش في القرن الثامن الهجري، تلقى أطباقًا عديدة من الكعك من جيرانه في عيد الفطر حتى امتلأ بها زير كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى