أهم الاخبارالمزيدحوارات و تقاريرسياسة واقتصاد القبائل
أخر الأخبار

أعشاب سيناء.. معجزة طب الصحراء

سيناء – محمود الشوربجي

على طاولة مستطيلة ممتدة في سفح جبل “كاترين” في جنوب سيناء، ترتص أوعية مليئة بالأعشاب وأوراق النباتات والأعشاب الطبيعية التي عرفتها القبائل السيناوية في الماضي بعضها مكونات مطحونة وأخرى مجففة.

وتشكل صورة مكونات الخلطات الشعبية لوحة فنيّة رائعة من أعشاب الطبيعة الملونة. وتكشف لغز إِضْطِرار الناس في السابق إلى الاستعانة بالطب الطبيعي بحثًا عن دواء لآلام المعدة والصداع والحمى وبقية آلام الجسم. فيما يتصدر الزعتر لائحة النباتات المستخدمة إذ يتوفر على هيئة مطحون وأوراق خضراء.

كما تكثر في سيناء أعشاب طبيعية تنبت بعد نزول الأمطار، وخاصة مع بداية فصل الربيع. منها ما يستخدم طعام للمواشي ومنها كعلاج يستطب به ومنها تدخل في الطعام للناس. وفي سيناء اهتمام بالغ بقدوم الربيع إذ يحتفل به أهل الحلال.

وفي جولة استطلاعية عابرة التقط أيمن أبوزيد، الكاتب الصحفي، خلال متابعته الصحفية صورًا لمشاهد عشب الزعتر في سانت كاترين. وأن مزارع على أراضٍ واسعة جرى تخصيصها لزراعة الزعتر في صوب زراعية، لافتًا إلى أن الزعتر هو من الأعشاب العِطرية.

ويتجه عدد من العطارين في مدن سيناء للتعاقد مع مزارعين لشراء الزعتر وباقي الأعشاب خضراء ومجففة. إذ أن بعضًا من الوصفات تحتاج لأعشاب خضراء.

ويطمح الشاب أحمد محمد الشوربجي، من مدينة العريش، الذي عَمَد زراعة بعض الأعشاب الطبيعية الهامة، قال وهو يتابع زراعة الزعتر والمرمرية أنه يتطلع لزراعة أعشاب طبيعية أخرى ذكر منها الشيح والزعفران. إلّا أن الزعفران – حسبما ذكر – باهظ الثمن من ناحية إتاحة البوصيلات الخاصة به علاوة على أنها استيراد من الخارج.

كما ذكر الشاب أنه خصص من أرضه زراعة عشب الحَبَك والنعناع أيضًا، إلى جانب زراعة عشب “روز ماري”. وقال أنه أحد أصناف البهارات للأطعمة، وقال أن تجفيف هذه الأعشاب يستغرق أسبوع ثم يتم تداولها.

التداوي بالأعشاب السيناوية

وفي حديث إلى موقع ومجلة «صوت القبائل العربية». يقول حسن سلامة الباحث في التراث البدوي، أن المواطن السيناوي في العصور الماضية اهتم بالتداوي والاستعانة بأنواع متعددة من الأعشاب. ولا يزال الكثير من الناس يواصلون استخدامها إلى جانب الأدوية.

وقال أن هناك أعشاب طبيعية تعتاش عليها الحيوانات، ذكر منها، الهَيْتَمُ، مرار، حربث، بختري، صما، زيتة، ضحيان، نصي، دقيقة، عاذر، قلام، حاذ، ثمام، ارخاما، سبط، عجرم، متنان، غرقد، وأنواع أخرى كثيرة.

كما تابع “سلامة” خلال حديثه وهو يرتشف بعضًا من الشاي مضاف عليه قليل من عشب “المرمرية” أن هناك أعشاب تدخل كعلاج يستخدمها الأهالي لتخفيف بعض الأمراض بحكم إعاشتهم وسط الصحراء وعدم وجود مراكز طبية مثل: الشيح، والقيصوم، والمرمرية، والمجينينة، والهليون، والعيلجان، والعلدا، والبعيثران، وغيرها تدخل في العلاجات من العُشب الربيعي التي تكثر في شبه جزيرة سيناء.

وفي ختام حديثه، قال: لا يفوتنا أن هناك أعشاب تدخل في عملية الطعام واستخدمها الأهالي كنوع جديد ومشهي وإضافة طعم للأكل. على سبيل المثال الحندقوق يضاف على السمن البلدي المنتج من الأغنام. وأيضًا عشبة الحمصيص يتم طبخها وهي أكلة طبيعية وشهية جدًا عُرفت في بلاد الشام.

جانب من خلطات الأعشاب البرية
عشب “روز ماري” في أحد مزارع حي المساعيد بالعريش
مزرعة لنبات الزعتر بحي المساعيد – العريش
الزعتر السيناوي
المرمرية السيناوية في أحد مزارع حي المساعيد بالعريش
مزارع الزعتر في جنوب سيناء
عشب الزعتر في صحراء جنوب سيناء
الزعتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى