خدعة السامري وضلال بني إسرائيل

عندما غاب موسى عليه السلام للقاء ربه، وجد السامري فرصة ليغوي بني إسرائيل مستغلاً ضعف إيمانهم، فأوقعهم في الضلال. وعندما عاد موسى وسأله عن سبب فعلته، قال له السامري إنه رأى ما لم ينتبه إليه غيره، إذ أدرك أن قوم موسى اعتادوا عبادة آلهة مرئية، ولم يكن في وسعهم تقبل عبادة إله لا يرونه بأعينهم، فقرر أن يصنع لهم إلهاً ملموساً ليواصلوا عبادتهم وفق ما ألفوه.
كيف نفذ السامري خدعته
أقنع السامري بني إسرائيل بأن الحلي التي استعاروها من الأقباط قبل فرارهم من بطش فرعون قد تجلب عليهم الشر، وحثهم على التخلص منها بإلقائها بعيداً. وبعد أن جمع هذه الحلي، صهرها وصنع منها عجلاً جسدياً، ثم ادعى أنه إلههم وإله موسى، لكن موسى نسي أن يصطحبه معه، كما جاء في قوله تعالى فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ فانساق بنو إسرائيل وراء أكاذيبه وعبدوا العجل بسبب سطحية تفكيرهم وسذاجتهم.
هارون في مواجهة قومه وموسى في مواجهة الغضب
حاول هارون عليه السلام منعهم من هذا الفعل المشين، لكنه لم يلقَ منهم إلا الرفض، فلجأ إلى الصبر حتى لا ينقسم القوم. وعندما عاد موسى ورأى ما حل بقومه، استشاط غضباً وعاتب أخاه بشدة، فقال له يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي فكان رد هارون أنه خشي أن يتهمه موسى بأنه شتت القوم لو أجبرهم على الرجوع عن ضلالهم.
السر الذي كشفه السامري
عندما واجه موسى السامري وسأله عن سبب فعلته، كشف له أنه احتفظ بقبضة من تراب أثر حافر خيل جبريل عليه السلام عندما نزل لإغراق فرعون وجنوده، وأنه ألقى هذه القبضة في العجل، فصار له خوار، مما جعل بني إسرائيل يظنون أن هذا العجل كائن حي يستحق العبادة.
العقوبة القاسية ونهاية السامري
لم يترك موسى فعل السامري دون عقاب، فأمر بني إسرائيل بأن يقاطعوه تماماً، فلا يكلمه أحد ولا يمسه أحد، فقال له فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ فأصبح منبوذاً لا يقربه أحد، ليكون عبرة لكل من يحاول إضلال الناس عن الحق.