المزيد

د. عادل سماره يكتب .. طائرة ليلى خالد وأدوات ترامب جميلة جنوب إفريقيا لكن بها أوغاداً

أكاد أرى دونالد ترامب يهرع إلى الملجأ الضد نووي حين تُذكر الرفيقة ليلى خالد وهي تحمل عبقرية وديع حداد بعبارته التاريخية “وراء العدو في كل مكان”. لا تجزعوا من بلطجيات ترامب فهو في مُتحوِّرٌ من أو عن PLAY BOY إلى أحد عُتاة راس المال فلا غرابة في تصهينه.
تقوُّلي هذا ليس مجرد شعر، ولذا أورد التالي:
“في تقرير أعده هيو توميلسون وكيت بارليت لصحيفة التايمز البريطانية، أشارا إلى أن المرشح الأبرز لمنصب السفير الأمريكي في جنوب إفريقيا وهو بولاك، والذي عُين خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، دعا إلى إغلاق القنصلية الأمريكية في جوهانسبرغ إذا قرر المجلس المحلي تغيير اسم الشارع الذي يقع فيه المبنى إلى اسم ليلى خالد، المناضلة الفلسطينية التي شاركت في عمليات اختطاف طائرات. بولاك، البالغ من العمر 47 عاما، والمولود في جنوب إفريقيا قال إن مستقبل القنصلية “في خطر” إذا ما مضى هذا التغيير قدما”.طبعا التايمز مجلة رأسمالية يمينية مُغرقة في الرجعية.
يفيدنا موقف كهذا بأن نتذكر أن ثقافة العنصري الأبيض تضخ فيه من الحقد ما لا يبرأ منه، وخاصة حين يكن قد تربى في الهالكة جنوب إفريقيا العنصرية طبعاً. هذا من جهة، وحين يتقاطع هذا الموقف مع مصلحة الكيان يصبح عنصريا مريضا بالمطلق بل يصل حالة الرعب. أما لأن جنوب إفريقيا تتصدى للكيان في حقيقة إبادة غزة فهذا شرف لا يحتاج شرحاً.
لكن هذا التوحُّش الأمريكي يخفي أمر ويكشف آخر.
يخفي هشاشة حقيقية إذا ما قرأنا الوضع الداخلي لأمريكا التي اصبحت حالة إقتصادية هشة ولذا تُعوِّض ذلك بالتهديد ببنيتها التدميرية الهائلة.وهو ما فصلته في كتابي الأخير”الإقتصاد السياسي لصعود وتهالك النيولبرالية:الولايات المتحدة مثالاً”
ويكشف أن هذا التمادي الوقح خلفه ركوع الأنظمة العربية والدول التي تدين بالإسلام ويشجع امريكا والكيان على أن يصل تحكُّمها لنا بالقول: لا تُسمي مولودتك ليلى!فكيف إذا كانت ليلى خالد، وخالد الأموي الحقيقي الذي هزم إمبراطورية روما الأولى! هذه الأنظمة من الجبن بحيث لا ترى سوى العسف الأمريكي فتتبرع له بالمال العربي لترقيع وضعه الداخلي. ما كان لخالد بن الوليد أن يتلكَّأ لو صدف في طريقه الإرهابي الصهيوني أبو محمد الجولاني الذي إدعى أنه أموياً! فيا لسخرية القدر!.
ذكرني الخبر ضد ليلى بزيارة لي إلى جنوب إفريقيا عام 1995 حين رتبت نقابة الصحفيين في مدينة كيب تاون محاضرة لي، وقبل البدء جاء المسؤول وقال لي:
الجالية اليهودية تطالب من أجل التوازن بأن يتحدث ايضا صحفي يهودي.
قلت: طالما المحاضرة لي، فلن يجلس ابداً أو ألغي الحديث، لكن بوسعه الجلوس بين الحضور وليسأل ما يريد. فتم منعه، وللم يسأل لا هو ولا فريقه اي سؤال!
لكن ليس كل جنوب إفريقيا شرفاء مثل سفيرهم في أمريكا إبراهيم رسول أو السلطة أو القضاة الذين يناضلون من أجلنا أو بلدية جوهانسبرغ.
تعرفت على أحدهم من جنوب إفريقيا،يعيش هنا، صدّع رأسي بالحديث عن سوء النظام هناك وأخذ عنوان مقال كتبته في كنعان بعد الزيارة “دولة بيضاء بوشاح اسود” وكتب مقالاً بالإنجليزية لصحيفة خليجية كي يقبض مالاً وإستخدم المقال ولم يذكر إسمي. المهم منذ 6 سنوات وهو يزعم أن الكيان يحاول طرده ولكنه موجود ويتحرك بحرية!!!ويرتزق من مؤسسة أنجزة تزعم أنها نسوية ولا علاقة لها بالمرأة سوى ماسورة التمويل.
حينما استلم السود السلطة كان ضمن برنامج المؤتمر الوطني الإفريقي إستعادة أرض السود من البيض ولكن لم يحصل كما يجب، كما أعتقد. تأكد ذلك حينما قرأت مقابلة طويلة مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ، ستُنشر في كنعان اون لاين، وزير الخارجية الروسية في مقابلة مع المدونين الأمريكيين ماريو نوفال، لاري سي. جونسون، والقاضي أندرو نابوليتانو، موسكو اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف 12 مارس 2025 ، حيث قال متهكما على الدعاية الغربية: ” جنوب إفريقيا الآن انتهكت حقوق الإنسان بتمرير قانون يتعلق بالأراضي”. فهمت أن الأمر لم يُحل بعد ثلاثين سنة مما يؤكد أن الأبيض يقاتل من اجل النهب بالنواجذ.
تذكرت “نهفة” حينها كان معي زميل فلسطيني اجبرني أن اتحدث عنصرياً ، ويبدو أن ذلك كان من إستنشاق بعض بقايا عنصرية الأبيض هناك. كان الزميل في كل مساء في جوهانسبرج يقضي معظم الليل مع الشباب والصبايا في بار في أسفل الفندق يحستون الكحول ويرقصون على موسيقى أشبه بعزيف الجن في أرضٍ عراء. …الخ. وكنت أبقى في الفندق أقرأ كتباً وجدتها في مكتية صغيرة لشاب لطيف توجهاته ماوية عرَّفني على مجموعةإقتصاديين وفي جلسة طرحنا الموقف من البنك الدولي فانقسم المُضيفين إلى قسم يؤيده وقسم يرفضه مما دفعني للضحك وقلت لهم لدينا كثيرين يعبدون البنك الدولي.
وذات ليلة قال الزميل محتجاً: يا أخي انت جاي هون تقرأ!
أغاطني فقلت له بعنصرية: تعرف شو، يا ريت لو أمك وضعت لاب توب كان أحسن من أن تضعك.
ملاحظة: خبر تسمية شارع باسم الرفيقة ليلى ترجمه موقع تطبيعي ممول من قطر، لذا لم اضع إسم الموقع وخاصة أنه ليس المصدر بل المترجم أي قام بنقل لا إبداع. ثم، لماذا لا نأخذ ما يفيدنا من جهدهم ونهملهم فهم يبعثرون مال العروبة ويفعلون ما هو أسوأ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى