حق الملح وصلح المتخاصمين.. تعرف على عادات الاحتفال بعيد الفطر في المغرب

أميرة جادو
مع اقتراب الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تتضاعف استعدادات الأسر المغربية لاستقبال عيد الفطر، في مشهد يختلط فيه عبق التقاليد مع روح الجماعة، وسواء في الأسواق المزدحمة، أو الأحياء المزدانة، أو المساجد العامرة بالمصلين، أو بين أفراد العائلة، يحافظ المغاربة على طقوس راسخة تنتقل من جيل إلى جيل.
طقوس الاحتفال بعيد الفطر في المغرب
“حق الملح”… هدية التقدير للمرأة المغربية
من العادات الفريدة التي تميز المجتمع المغربي مع حلول عيد الفطر، عادة تعرف باسم “حق الملح”، حيث يقوم الزوج بتقديم هدية مميزة لزوجته في العيد، عربون شكر وامتنان لما بذلته من جهد طيلة شهر رمضان المبارك، سواء في إعداد المائدة الرمضانية أو في العناية بالأسرة، وهذه العادة تجسد روح الوفاء والتقدير المتبادل بين الزوجين في المجتمع المغربي.
تزيين الشوارع احتفالًا بالعيد
لا تغلق الأبواب في الأحياء الشعبية المغربية خلال الأيام الأخيرة من رمضان، بل تتحوّل إلى ورش عمل جماعية، سكان الحي الواحد يتكاتفون لتزيين الشوارع وتنظيفها، وتجهيز أطباق الحلويات التقليدية، في أجواء مفعمة بالفرح الجماعي، شباب الأحياء يتنافسون فيما بينهم لجعل حيهم الأجمل، حيث تُنشر الصور والمقاطع المصورة لتوثيق هذه المظاهر الاحتفالية المبهجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هدايا ليلة القدر
واحدة من التقاليد المتجذرة أيضًا، تكمن في المساجد المغربية، إذ يحرص المصلون على جمع تبرعات مالية تقدم للأئمة، تكريمًا لهم على ما يبذلونه من جهد في إحياء ليالي رمضان وخاصة ليلة القدر، وتعتبر هذه العادة عربون احترام لحفظة القرآن، كما يشارك فيها المتطوعون والمشرفون على بيوت الله، ويخصص جزء من التبرعات للقادمين من مناطق نائية.
الأسواق الشعبية… قبلة العائلات قبيل العيد
قبيل العيد بأيام، تعج الأسواق الشعبية في مختلف المدن المغربية بالحركة والنشاط، حيث يتوافد الناس لاقتناء مستلزمات العيد. تختلف المشتريات بين الأسر، غير أن القاسم المشترك بينها هو الحرص على شراء ملابس جديدة للأطفال، كجزء لا يتجزأ من طقوس الفرحة.
وفي العاصمة الرباط، تحظى المدينة العتيقة، لاسيما سوق “السويقة” الشعبي، بشعبية واسعة، إذ يقصده الأهالي لشراء الملابس التقليدية أو الجاهزة، للكبار والصغار على حد سواء.
الملابس التقليدية… حضور دائم في العيد
يبرز خلال هذه المناسبة الاهتمام بالزي التقليدي المغربي الأصيل، فالكبار والصغار على حد سواء، يحرصون على اقتناء الجلابة (الجلباب المغربي) والبلغة (النعل الجلدي)، بينما تختار النساء القفطان المغربي المطرز الذي يعكس جمال وأناقة التراث، كما تشهد محلات الخياطة والأسواق إقبالًا كبيرًا لتفصيل أو شراء هذه الملابس الخاصة بالمناسبة.
صلح الأمازيغ… عادات التسامح قبل العيد
من العادات المميزة التي تحتفظ بها الأسر الأمازيغية في المغرب، عادة الصلح بين المتخاصمين قبل العيد، حيث تمد جسور التسامح والمحبة ليبدأ الجميع العيد بقلوب صافية، وهذه العادة تجسد روح العيد الحقيقية، وتعزز التماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
وفي الأيام الأخيرة من رمضان، تشهد محطات الحافلات والقطارات في المغرب زحامًا ملحوظًا، حيث يحرص المغاربة من مختلف المدن على السفر إلى مناطقهم الأصلية وقضاء العيد بين الأهل والأحباب، مهما طالت المسافات، والعيد بالنسبة للمغاربة ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو عودة دافئة إلى الجذور ودفء العائلة.