ليلة القرقاعون في البحرين فرحة الطفولة وبهجة على مر العصور

تحرص الأسر البحرينية على إحياء ليلة القرقاعون كل عام والتي تقام في منتصف شهر رمضان المبارك، حيث يخرج الأطفال في مجموعات بالأحياء مرتدين ملابس جديدة ويحملون أكياسا لجمع الحلوى والمكسرات التي يقدمها لهم أصحاب البيوت.
ليلة القرقاعون في البحرين
أشار رجل الأعمال رشاد زينل إلى أن القرقاعون عادة متميزة توارثتها الأجيال ويحتفل بها الأطفال، مؤكدا أن الأهالي عادة ما ينظمون هذا الحدث بينما أوضح أن هناك بعض المبالغة في الترويج له قبل بدء شهر رمضان.
يعد الاحتفال بليلة القرقاعون من أبرز المناسبات الرمضانية الشعبية في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام إذ تعتبر من أهم الفعاليات التي ينتظرها الأطفال خلال الشهر الفضيل.
تشهد ليلة القرقاعون في البحرين خروج الأطفال ليلة الخامس عشر من رمضان في مجموعات وهم يحملون أكياسا وطبولا ويتجولون في الشوارع طلبا للقرقاعون وهو خليط من المكسرات والحلويات والتين المجفف، وحينما يدخل الأطفال البيوت يبدأون بالغناء، وعندما يحصلون على القرقاعون يعبرون عن شكرهم بقولهم عساكم من عواده لا تقطعون العادة، بينما يتولى الشباب تشكيل مجموعات صغيرة يتجولون بها على البيوت يغنون ويقرعون الأبواب ويحصلون على المال والمكسرات.
يذكر أن القرقاعون عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل توضع بداخلها أنواع متنوعة من المكسرات والفول السوداني والجوز والتين المجفف إلى جانب بعض أصناف الحلويات.
ترتبط كلمة القرقاعون لغويا بكلمة قرة العين حيث أن القرة تعني بداية الشيء ومع مرور الزمن تحورت الكلمة وأصبحت تنطق قرقاعون ووفقا للعادات والتقاليد البحرينية والخليجية فإن كلمة القرقاعون تشير إلى الشيء المخلوط متعدد الأصناف والمقصود هنا خليط المكسرات.
مع غروب شمس ليلة منتصف رمضان يتناول الأطفال إفطارهم بسرعة، ثم يجتمعون ويسيرون في احتفال كبير بالشوارع حاملين أكياس القرقاعون حول أعناقهم مرددين أهازيج وأناشيد شعبية خاصة بهذه المناسبة ومن أبرز مظاهر فرحتهم مرورهم على البيوت لجمع المكسرات والحلوى من أهل الدار.
تقتصر الفتيات عادة على جمع القرقاعون من البيوت القريبة من منازلهن، بينما يتوسع الأولاد في نشاطهم ليشمل أحياء أخرى، حيث يستمتعون بالتجول واللعب مع أقرانهم خلال هذه الليلة المميزة.
تختلف تسمية هذه الليلة من دولة خليجية إلى أخرى حيث تسمى في البحرين القرقاعون، وفي الإمارات تعرف باسم حق الليلة، بينما يطلق عليها في عمان الطلبة وفي السعودية والكويت القرقيعان وفي قطر الكرنكعوه
ترتدي الفتيات في هذه المناسبة زي البخنق التقليدي المصنوع من قماش الشيفون أو الجورجيت الشفاف والمزين بنقوش ذهبية، وعادة ما توضع حلية ذهبية صغيرة على هيئة هلال بينما كان الأولاد في الماضي يرتدون الثوب التقليدي إلى جانب القحفية وهي طاقية الرأس.
أما اليوم فقد اختلفت ملامح ليلة القرقاعون حيث أصبح الأهل يولون اهتماما كبيرا بتزيين أطفالهم، إذ يرتدي الأولاد السديري أو الدقلة بالإضافة إلى القحفية مما يضفي أجواء احتفالية رائعة على هذه المناسبة العزيزة.