عادات و تقاليد

الحناء والعصيدة والمفروكة.. أبرز عادات الاحتفال بـ “عيد الفطر” في مطروح

أميرة جادو

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تستعد محافظة مطروح بطابعها الخاص الذي يميزها عن سائر محافظات مصر، حيث تنفرد بعادات وتقاليد متجذرة في المجتمع البدوي، تتجلى في نوعية المأكولات، والملابس، وطقوس الاحتفال التي تستحضر روح الأصالة.

في صحراء مطروح الشاسعة، يتصدر شيوخ القبائل الصفوف الأمامية خلال استقبال التهاني بعيد الفطر، بينما يحتفظ الشباب والفتيات بأماكن تجمعهم الخاصة التي تعج بأجواء البهجة والفرح، أما في المناطق الحضرية، فيشهد العيد حركة عودة ملحوظة لأهالي المدن نحو الأرياف، بحثًا عن جذورهم ولمّ شمل العائلة.

مائدة بدوية بنكهة العيد في مطروح

تعرف مجتمعات مطروح البدوية بأكلاتها الفريدة خلال عيد الفطر، حيث يظل أهل البادية محافظين على إرثهم المطبخي المتنوع، وفي هذا الإطار أوضح الحاج عبد الرحمن عبد الجواد العميري، أحد كبار عواقل القبائل، أن الأسر البدوية تبدأ يومها بأداء صلاة العيد في الصحراء، لتعود بعدها إلى منازلها حيث تكون السيدات قد أعددن وجبة الإفطار عند كبير العائلة، المعروف محلياً بـ”العاقلة”.

«عيد العيش»… مكرونة بدوية بنكهة خاصة

يطلق أهل البادية على عيد الفطر لقب “عيد العيش”، تيمنًا بوجبة «العيش المقطع» التي تعد الوجبة الرئيسية للإفطار، وهذه الوجبة تشبه إلى حد كبير المكرونة الإسباجيتي أو المخروطة، لكنها أكثر سمكًا، كما تقدم مع أطباق صغيرة من العسل الأسود والسمن أو عسل التمر، مما يضفي نكهة بدوية خالصة.

العصيدة… طعام الأجداد لا يزال حاضرًا

من أبرز الأطباق الحاضرة على مائدة العيد أيضًا «العصيدة»، التي تحضر بعناية فائقة، ويبدأ إعدادها بطحن الشعير أو الدقيق باستخدام الرحى، ثم تعجن بالماء المغلي والملح داخل “القدرة” مع التحريك المستمر بواسطة “المنشاز”، وهي عصا خشبية طويلة تستخدم خصيصًا لعجن العصيدة دون أن تتعرض ربة المنزل للنار، كما تقدم العصيدة مع السمن أو “الرب” أو “الرغيدة” (وهو حليب مطبوخ مع قليل من الطحين)، وأحيانًا تزين بالمكسرات وتقدم ساخنة.

المفروكة… مذاق التمر والسمن والعيش

أما «المفروكة»، فتتربع على مائدة العيد كأحد الأطباق الرئيسية، حيث يتم إعدادها من “المجردق”، وهو نوع من العيش يسوى على نار الحطب ثم يفتت ويخلط بالتمر والسكر والسمن ويفرك جيدًا حتى يمتزج الخليط تمامًا، كما يقدم الطبق مع اللبن الطازج، الذي تحضره نساء البادية من حليب الماعز أو الأغنام.

الحناء… زينة العيد على أنامل الفتيات

ولفت محمود عبيدة شاهين الفردي، المتخصص في التراث البدوي، إلى أن الحناء تحتل مكانة خاصة لدى الفتيات في قبائل مطروح. قبيل العيد، تجتمع الفتيات في بيت أكبرهن، ليبدأن في نقش الأشكال والرسوم المختلفة على أيديهن وأرجلهن، تعبيرًا عن الفرحة والبهجة، وتعرف الحناء المستخدمة باسم “الدامر”، وتعجن بمغلي الشاي أو الكركديه مع الليمون لضمان لون زاهي وكثيف.

واحة سيوة… ملابس مطرزة وبهجة العيد بين الجبال

أما في واحة سيوة التابعة لمحافظة مطروح، فلا تختلف الأجواء كثيرًا، حيث تحتفظ القبائل الإحدى عشرة المقيمة هناك بطابعها المميز، النساء يتزين بالملابس المطرزة، فيما يرتدي الرجال الجلابيب والسراويل والصديريات المطرزة كطقس أساسي في أول أيام العيد، وسط أجواء يغمرها الفرح للكبار والصغار، وتقام الصلاة في ساحة جبل الدكرور الشهير في قلب الواحة، ليُتوّج العيد بأجواء روحانية مميزة.

وبدوه، يقول الإعلامي السيوي محمد جيري، إن أهالي سيوة ما زالوا يحرصون على استقبال العيد بتحضير الملابس التقليدية المطرزة، مشيرًا إلى أن الأسواق تنتعش قبيل العيد لشراء الجلابيب والسراويل والصديريات أو تفصيلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى