«الونيسة» عشاء الميت.. أبرز عادات الحزن عند البدو
أميرة جادو
يتمسك البدو بعاداتهم وتقاليدهم التي يتوارثوها جيل بعد جيل، خاصةً العادات المرتبطة بمراسم العزاء، فهي حاضرة بقوة في مجتمعاتهم البدوية، وخاصة ما يطلقون عليه «الونيسة» التي تقام لذكرى الميت، أما الإعلان عن وفاة الميت فاختلف تماماً هذه الأيام عن الماضي.
وعن عادات البدو في العزاء. قال حمد شعيب، الباحث في التراث البدوي، بمجرد دفن الميت يقوم أهله بنصب أربع خيام متجاورة ومربوطة ببعضها البعض فيما يطلقون عليه في الحضر «صيوان العزاء» لاستقبال المعزين من القبائل والعشائر في البلدان المجاورة لمدة ثلاثة أيام فقط.. ويتم فرش الخيام بالسجاد البدوي ولا تتم الاستعانة بأي مقاعد لأن الجلوس يكون أرضاً بعد خلع الأحذية والنعال خارج الخيمة.
وأشار “حمد” إلى أن المعزين يأتون فوجاً بعد فوج.. أي أن عائلة «فلان» تجمع أفرادها لتقديم واجب العزاء في وفاة «فلان» دفعة واحدة للتخفيف على أهل الميت. مبيناً أن المعزين يقولون لأهل الميت عند التعزية «البركة فيكم» فيرد أهل الميت: «البركة في سيدنا محمد» صلى الله عليه وسلم، مضيفًا، أن العزاء يقام بدون قرئ إلا أنه تتم الاستعانة بخطيب لتقديم الوعظ والاعتبار من الموت، وأهمية الالتزام بالطاعات وفعل الخيرات للفوز بالجنة بإذن الله.
ما هي الونيسة؟
أوضح “حمد”: «إن أهل البادية اعتادوا بعد الانتهاء من دفن الميت.. ذبح أفضل ما لديهم من الخراف أو الماعز «ذبائح معتبرة» تسمى الونيسة، اعتقاداً منهم أن هذه الذبائح تؤنس الميت في قبره».
هناك العديد من العائلات ربما تسرف في هذا الأمر حتى إنهم يقدمون 20 ذبيحة بما يليق بفقيدهم «الغالي». علاوة على ذلك توقير ضيوفهم من المعزين بشكل زائد عن الحد. مشيراً إلى أن تقديم الذبائح لا يقتصر على أهل الميت. لكن ربما يمتد إلى المعزين الذين يتوجب على أحدهم اصطحاب ذبيحة رداً على ذبيحة قدمها له الميت في عين حياته أو أحد أفراد عائلته. وفى حال عدم القيام بذلك ربما يعاتب في هذا الأمر.
والجدير بالذكر، إن عادة «الونيسة» قلت في بعض الأوقات. إلا أنها عادت للظهور من جديد هذه الأيام. حتى إن أهل الميت يقيمون في نهاية اليوم الثالث والأخير للعزاء ما يسمى بـ «فرق العزاء».. وهو عبارة عن تقديم عشاء وشاي من أباريق بدوية للمعزين.