مسجد الشيخ حسنين: جوهرة تاريخية في قلب المنصورة

أسماء صبحي – تعد مدينة المنصورة واحدة من أبرز المدن المصرية التي تحتضن تراثًا تاريخيًا غنيًا ومعالم أثرية تعكس عمق الحضارة الإسلامية، ومن بين هذه المعالم البارزة يبرز مسجد الشيخ حسنين الذي يعتبر شاهدًا حيًا على العمارة الإسلامية وروحانية المكان.
تاريخ مسجد الشيخ حسنين
يعتبر المسجد من أقدم المساجد في المنصورة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر الميلادي. وسمي المسجد نسبةً إلى الشيخ حسنين وهو أحد العلماء والمتصوفة الذين عاشوا في تلك الفترة. كما كان له دور بارز في نشر التعاليم الإسلامية في المنطقة.
يقع المسجد في قلب مدينة المنصورة وتحديدًا في منطقة تعرف باسم “حارة الشيخ حسنين”. ويتميز المسجد بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين البساطة والجمال. مع مئذنة شاهقة تعكس الطراز الإسلامي التقليدي. كما تزين جدرانه بنقوش وزخارف هندسية تعكس مهارة الحرفيين في ذلك العصر.
أهمية المسجد
لم يكن المسجد مجرد مكان لأداء الصلوات فحسب، بل كان مركزًا لنشر العلم والثقافة الإسلامية. واحتضن المسجد حلقات الذكر وتلاوة القرآن، وكان مقصدًا للطلاب والمتعلمين من مختلف أنحاء الدلتا. كما لعب دورًا اجتماعيًا مهمًا في تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع المحلي.
وعلى مر السنين، تعرض المسجد لعوامل التعرية والإهمال، مما أدى إلى تدهور حالته. ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة جهودًا حثيثة من قبل وزارة الأوقاف المصرية ومؤسسات المجتمع المدني لترميم المسجد والحفاظ على طابعه التاريخي. كما تمت عمليات الترميم باستخدام مواد وتقنيات تتماشى مع الأصل، لضمان استمرارية الإرث المعماري للمسجد.
ويقول الدكتور أحمد منصور، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة المنصورة، إن هذا المسجد يعد منارة تاريخية تعكس العمق الروحي والثقافي لمدينة المنصورة. كما ان الحفاظ على هذا المسجد وترميمه يبرز التزامنا بحفظ تراثنا الإسلامي ونقله للأجيال القادمة.