الكويت في حرب العاشر من رمضان: ملحمة تضامن وتضحيات خالدة

أسماء صبحي – في نصر السادس من أكتوبر عام 1973 الموافق العاشر من رمضان. سطرت الأمة العربية صفحة مشرقة في تاريخها باستعادة كرامتها وأراضيها المحتلة من العدو الإسرائيلي. ولم تكن هذه الحرب مجرد مواجهة عسكرية بين مصر من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. بل كانت ملحمة تضامنية شاركت فيها العديد من الدول العربية وعلى رأسها دولة الكويت.
مشاركة الكويت في حرب العاشر من رمضان
أظهرت الكويت التزامًا عميقًا بالقضية العربية من خلال مشاركتها الفعالة في حرب أكتوبر. فقد أرسلت الكويت كتيبة مشاة، هي كتيبة المشاة الخامسة، إلى الجبهة المصرية قبل اندلاع الحرب. حيث تمركزت على الضفة الغربية لقناة السويس.
وكانت هذه الكتيبة جزءًا من لواء اليرموك الذي يمثل ثلث الجيش الكويتي آنذاك. وبعد اندلاع الحرب أرسلت الكويت خمس طائرات من طراز “هوكر هنتر” لتعزيز القوات الجوية المصرية. كما أرسلت طائرتي نقل من طراز “سي-130 هيركوليز” محملة بالذخيرة وقطع الغيار. والتي وصلت إلى قاعدة قويسنا الجوية في محافظة المنوفية في 23 أكتوبر 1973.
التضحيات والشهداء
لم تكن مشاركة الكويت رمزية فحسب، بل قدمت تضحيات جسيمة في سبيل القضية العربية. فقد استشهد 37 عسكريًا كويتيًا خلال الحرب من بينهم الرائد خالد الجيران والملازم علي الفهد. وذلك نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي على مواقع القوات الكويتية المرابطة. كما تعد هذه الخسائر الأكبر نسبةً بين الجيوش العربية المشاركة مما يعكس حجم التضحية الكويتية.
ولم يقتصر دور الكويت على الجانب العسكري فقط، بل لعبت دورًا محوريًا في المجالين الاقتصادي والسياسي. فقد استضافت الكويت اجتماع وزراء البترول العرب الذي خرج بقرار حظر تصدير النفط إلى الدول الداعمة لإسرائيل مما شكّل ضغطًا اقتصاديًا كبيرًا على الدول الغربية. كما أظهر هذا القرار وحدة الصف العربي وقدرته على استخدام موارده الاستراتيجية لتحقيق أهدافه السياسية.
وفي هذا السياق، أكد اللواء الركن المتقاعد خالد الصالح، أحد المشاركين الكويتيين في حرب العاشرمن رمضان، أن مشاركة الكويت في حرب أكتوبر لم تكن مجرد واجب قومي. بل كانت تعبيرًا صادقًا عن وحدة المصير العربي والتزام الكويت الثابت بدعم أشقائها في كل المواقف.