آخرها حارة اليهود.. خبراء يضعون روشتة لوقف مسلسل الحرائق المروعة في مصر
أسماء صبحي
اندلع أمس السبت حريق في أحد المحلات التجارية المكتظة بالمنازل والمتاجر في منطقة حارة اليهود. وامتد الحريق ليطال مخزن أدوات بلاستيكية وتجميلية، ومحل أجهزة كهربائية، وعدد من “الباكيات” داخل سنتر تجاري في المنطقة. وأدى الحريق إلى وفاة 5 أشخاص على الأقل وإصابة 8 آخرين.
وخلصت التحقيقات الأولية إلى أن الحريق نشب بسبب ماس كهربائي. وقام رجال المعمل الجنائي والنيابة بالمعاينة الميدانية لموقع الحريق لتحديد تفاصيله والأسباب النهائية. وأكدت التحقيقات أن الحريق أدى إلى تدمير العديد من المحلات التجارية في المنطقة.
تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق في الساعات الأولى من صباح أمس السبت. حيث اندلع الحريق في الساعة الثانية عشرة صباحًا داخل مخزن أدوات تجميل وعدد من الباكيات، وامتد إلى جميع الطوابق والمحلات المجاورة. وتم الدفع بـ 6 سيارات إطفاء إلى مكان الحريق، وتم فرض كردون أمني لمنع امتداد الحريق.
وقف مسلسل الحرائق في مصر
ومن جهته، أكد اللواء نادر نعمان، خبير الأمن والسلامة المهنية، أن الحرائق في هذه الأماكن تسبب خسائر مادية فادحة إضافة إلى الخسائر البشرية. وأشار إلى أن المراحل الأولى للحريق هي الأكثر حساسية في السيطرة عليه، وأن التعامل السريع والفعال باستخدام طفايات الحريق قد يجنب الخسائر.
وأوصى بضرورة تطبيق إجراءات الأمن والسلامة المهنية بحزم، وتوعية المسؤولين على المحلات التجارية بطرق التعامل مع الطوارئ والحوادث. ولمنع تكرار حوادث الحريق داخل الأماكن التجارية، هناك ضرورة لتطبيق إجراءات الأمن والسلامة. وهذه الإجراءات تشمل التأكد من مطابقة جميع الأسلاك الكهربائية للمواصفات القياسية وأحمال التيار. كما يجب العمل على تركيب قواطع التيار، وهي مفاتيح فصل تلقائية في حال زيادة الحمل على الشبكة الكهربائية. ويتم تنفيذ كل هذه الإجراءات تحت إشراف فني أو مهندس كهرباء متخصص.
زيادة الأحمال على شبكة الكهرباء
ووفقًا لتصريحات اللواء أسامة شعبان، خبير الأمن والسلامة المهنية والمدير السابق للحماية المدنية بالجيزة، فإن الماس الكهربائي أصبح العامل المتسبب في نحو 50% من الحرائق في مصر بحسب الإحصائيات الرسمية. ومع ذلك، هذا ليس السبب الحقيقي للحرائق، بل هو نتيجة لزيادة الأحمال الكهربية دون تأسيس شبكات كهرباء قادرة على تحمل الجهد العالي، وكذلك دون إشراف فني من متخصصين.
وأضاف اللواء شعبان، أن مصر شهدت طفرة كبيرة في زيادة الأحمال على شبكة الكهرباء في كل الأماكن تقريبًا. وهذا الأمر ناتج عن زيادة عدد الأجهزة المنزلية من جهة، وارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي إلى زيادة الاعتماد على أجهزة التكييف وغيرها من وسائل التهوية المعروفة بأحمالها العالية.
وبناءً على ذلك، يجب الاهتمام بإجراء مراجعة شاملة لأسلاك الكهرباء والأحمال الكهربائية، للتأكد من مناسبة السلوك للأحمال الكهربية. فزيادة الأحمال إلى جانب الاستخدام السيئ للأجهزة كثيفة الاستهلاك للكهرباء يسبب مخاطر إضافية. مما قد يتسبب في وقوع الحرائق وزيادة خطورتها في حال وجود مواد قابلة للاشتعال في موقع الحريق.