عادات و تقاليد

عادات رمضان في الخليج.. القرقاعون بالبحرين وحق الليلة في الإمارات

أميرة جادو

يتميز شهر رمضان المبارك بأجوائه الروحانية والاجتماعية التي تجمع العائلات وتوطد أواصر المحبة والتواصل، إلا أن لكل دولة في الخليج العربي بصمتها الخاصة التي تعكس تراثها الثقافي وموروثها الشعبي، وعلى الرغم من اختلاف التفاصيل من بلد إلى آخر، إلا أن هناك عادات ثابتة توارثتها الأجيال، مثل التزاور بين الأهل والأصدقاء وصلة الأرحام، حيث يحرص الناس على تكريس هذا الشهر لتعزيز الروابط الأسرية.

رمضان في دول الخليج

ومن أبرز المظاهر المشتركة في دول الخليج، الاهتمام بالمأكولات التراثية التي تتزين بها موائد الإفطار والسحور، حيث تحتفظ كل دولة بأطباقها التقليدية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من عادات رمضان. وإلى جانب الطعام، تتميز هذه الدول بمظاهر احتفالية خاصة، مثل تزيين البيوت والشوارع بالفوانيس والأهلة، وإقامة التجمعات العائلية، وإحياء التقاليد الرمضانية التي تعكس هوية المجتمع الخليجي.

رمضان في الإمارات

تتميز الإمارات العربية المتحدة بعاداتها الرمضانية الفريدة التي تبدأ باحتفالية “حق الليلة”، حيث يرتدي الأطفال أزياءً تقليدية زاهية، ويجوبون المنازل مرددين الأهازيج الشعبية، لجمع الحلويات وتوزيعات المناسبة، ما يعكس بهجة استقبال الشهر الكريم.

كما يحرص الإماراتيون على تزيين الشوارع والمنازل بالفوانيس والنجوم والأهلة، إضافةً إلى المدافع الرمضانية التي تطلق قذائف صوتية إيذانًا بموعد الإفطار، وهو تقليد تحرص عليه الدولة، حيث يتولى الجيش أو الشرطة إطلاق القذائف في مناطق متعددة من البلاد.

الشعبنة في السعودية

في المملكة العربية السعودية، يحتفي الناس بقدوم رمضان من خلال عادة “الشعبنة”، حيث يخصص أحد أيام نهاية شهر شعبان للتجمعات العائلية والأمسيات الاحتفالية، التي تشمل تقديم المأكولات الشعبية وتزيين الأماكن بلافتات ترحيبية. وفي منطقة عسير، يشعل الأهالي النيران على أسطح المنازل إعلانًا بقدوم الشهر الفضيل.

وتحرص الأسر السعودية على تزيين البيوت والشوارع بالمفارش والفوانيس الرمضانية، مع استخدام البخور لتعطير الأجواء بنفحات روحانية، وعلى مائدة الإفطار، تتصدر أطباق الفول والتميس والسمبوسك واللقيمات، إلى جانب مشروبات تقليدية مثل الفيمتو وعصير الليمون بالنعناع.

أما تقاليد الإفطار فتبدأ عند سماع مدفع رمضان، حيث يدعو الأب ويتبعه أفراد الأسرة، ثم يفطرون على التمر والماء فيما يعرف بـ”فك الريق”. وبعد الصلاة، يتناولون أطباقًا خفيفة تليها وجبة العشاء التي تتضمن الكبسة والمندي والمضغوط والمظبي، بجانب الشوربة والمعجنات الرمضانية.

وتختلف العادات الغذائية بين المناطق السعودية، ففي الحجاز يفضل الأهالي تناول وجبة خفيفة عند الإفطار وتأجيل الوجبة الرئيسية إلى السحور، فيما تعتبر “التلبيبة”، وهي بقايا الفطور، وجبة متداولة بين الوجبتين، إلى جانب مشروب السوبيا الشهير بعد التراويح.

“الديوانيات” في الكويت

رمضان في الكويت يحمل طابعًا تراثيًا مميزًا، حيث يتم إقامة “الغبقة الرمضانية”، وهي تجمعات تقليدية تعقد بعد صلاة التراويح في الصالات والفنادق، وتقدم خلالها مأكولات خاصة تحمل اسم “الغبقة”.

وتشتهر الكويت أيضًا بعادة “الديوانيات”، حيث تنظم موائد الإفطار الجماعي، وتدور نقاشات حول قضايا اجتماعية وسياسية، فضلًا عن إقامة موائد الرحمن داخل المساجد لمساعدة المحتاجين.

القرقاعون في البحرين والخليج

في منتصف شهر رمضان، يحتفل الأطفال في البحرين وبعض دول الخليج بـ”القرقاعون”، وهي عادة تجمع بين الفرح والبهجة، حيث يطوف الصغار بالمنازل في ملابس تقليدية، مرددين أهازيج رمضانية، ويتلقون المكسرات والحلوى والشوكولاتة في أكياس مزخرفة.

“القرنقشوه” في عمان

يحافظ العمانيون على تقاليد رمضانية متوارثة، أبرزها تبادل أطباق الإفطار بين الجيران قبل أذان المغرب، وحضور حلقات الذكر في المساجد بعد صلاتي الفجر والعصر.

ومع حلول منتصف رمضان، تحتفل بعض الولايات العمانية بفعالية “قرنقشوه”، حيث يجوب الأطفال الأحياء السكنية مرددين الأناشيد، وهي عادة مشابهة لـ”القرقاعون” في الخليج، وإن اختلفت مسمياتها.

رمضان في اليمن

لدى اليمن طابع مميز في استقبال رمضان، حيث يحرص الناس على طلاء المنازل استعدادًا لاستقبال الشهر الكريم، فيما تنتشر موائد الإفطار الجماعي في الشوارع لحظة رفع أذان المغرب، وسط زينة تضفي على الأجواء رونقًا خاصًا.

ويجتمع اليمنيون حول مائدة الإفطار في حلقات، يتناولون فيها التمر والسمبوسة وبعض الأطباق الخفيفة، إضافة إلى الطبق التقليدي “الشفوت”، المكون من خبز الرقاق أو اللحوح المغمور باللبن أو الزبادي مع النعناع الطازج والكمون والملح.

أما وجبة العشاء، فتشمل اللحوم وأطباق العصيدة والمندي والكبسة، إلى جانب “السلتة”، التي تتكون من الحلبة والخضار واللحم المفروم والتوابل والبيض، وتعتبر الحلويات جزءًا لا يتجزأ من المائدة اليمنية، ومن أشهرها الكنافة و”بنت الصحن”، التي تُعتبر من الأطباق الرمضانية الأساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى