تعرف على أشهر عادات بدو مطروح في رمضان.. منها “الضحوية” بعد صلاة التراويح
أميرة جادو
يحرص أبناء القبائل البدوية في مطروح على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم الراسخة لاسيما في شهر رمضان المبارك، حيث يتعاملون معه وكأنه ضيف عزيز ينتظرونه بشغف سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، فهم يمنحونه تقديرًا خاصًا منذ بدء ظهوره وحتى نهايته، كما أن أهل البادية في مطروح يولون أهمية كبيرة لإفطار الصائمين، فكل شخص منهم يسعى لأن يكرم ضيفه على مائدة الإفطار طمعًا في الثواب الكبير من الله، كما أن ذلك يعزز أواصر القرابة والتلاحم بين أبناء القبيلة الواحدة وأفراد القبائل الأخرى في مطروح خلال الشهر الفضيل.
عادات بدو مطروح في رمضان
لا يميل أبناء بدو مطروح إلى الإفطار حتى الشبع بمجرد رفع أذان المغرب، فهم يتبعون سنة النبي محمد، حيث يبدأون إفطارهم بتناول التمر مع الحليب أو الماء، ومنهم من يفضل بعد ذلك تناول مشروب دافئ يهيئ معدته قبل أداء صلاتي المغرب والعشاء ثم صلاة التراويح، كما أنه بعد الانتهاء من أداء الصلوات يعودون إلى موائدهم لتناول الطعام الذي يشتهونه.
الضحوية وجبة البدو الأساسية بعد التراويح
وفي هذا الصدد، كشف إبراهيم بو عمران، أحد أبناء القبائل البدوية في مطروح، أن الإفطار الحقيقي لأهل البادية يبدأ بعد صلاة التراويح، حيث يعودون إلى منازلهم لتناول ما يعرف باسم الضحوية، وهي وجبة تقع بين الفطور والغداء في الأيام العادية، وتعتمد عليها القبائل في حياتهم اليومية، كما أنها تمثل الإفطار الحقيقي في رمضان، وتكون فيها الصواني ممتلئة باللحم والشوربات المتنوعة والأرز الذي يمثل أحد الأطباق الرئيسية.
وأوضح “بو عمران”، أن أشهى الأطعمة التي يقدمها أهل البادية في رمضان هو لحم الضأن، حيث يتمسك أبناء القبائل بتقاليدهم الرمضانية بقدر المستطاع، فهم لا يبدأون إفطارهم الحقيقي إلا بعد أداء جميع الصلوات، ثم ينطلقون في سهرات رمضان الممتعة التي تمتلئ بالدردشة وتبادل الأحاديث بين الأهل والأصدقاء، ولكن لا يبدأ أي شيء منها إلا بعد أن تمتلئ البطون بالطعام الذي يسد جوعها عقب يوم طويل من الصيام.
عادات الطعام لدى بدو مطروح
كما لفت “بو عمران”، إلى أن أبناء البادية لا يميلون إلى قضاء وقت طويل على مائدة الطعام، فهناك مثل بدوي شهير يعكس هذه العادة حيث يقول كل أكل الجمال وقم قبل الرجال، أي أنه من الأفضل تناول الطعام بسرعة وعدم التباطؤ فيه، فهذه العادة مستمدة من طبيعة الحياة البدوية التي تعتمد على الترحال الدائم وعدم الاستقرار لفترات طويلة في مكان واحد، فهم لا يفضلون المكوث طويلا سواء لتناول الطعام أو لأي سبب آخر.
وتابع “بو عمران”، أن أبناء القبائل يفضلون بعد التراويح تناول الضحوية مع المشروبات الدافئة مثل الشوربة المغربي، التي تعد واحدة من الأطباق الأساسية على المائدة البدوية، حيث يتم تحضيرها بإضافة قطع صغيرة من لحم الضأن مع البقدونس والطماطم ولسان العصفور، وتمتاز بلونها الأحمر الداكن بسبب قطع الطماطم الصغيرة التي تضاف إليها.
وأردف “بو عمران”، أن البدو في مطروح يحرصون على تناول الأرز البدوي في وجبة الضحوية، سواء الأرز الأحمر الذي يتم طهيه بالطماطم ويعرف باسم الأرز الحمر، أو الأرز الأصفر الذي يتم تحضيره بالكركم، وهو عنصر أساسي في المطبخ البدوي لما له من فوائد صحية متعددة، حيث يعتبر من أقوى المكونات الطبيعية التي تساعد في حرق الدهون وتعزيز الصحة العامة.
