عادات و تقاليد

الرمز الوطني لسلطنة عمان.. كل ما تريد معرفته عن “الخنجر العماني”

أميرة جادو

يعد “الخنجر العماني” أحد الرموز التي تشتهر بها سلطنة عمان، إذ يمكن رؤيته على العلم العماني وعلى الأوراق النقدية العمانية، وفي كل الوثائق الرسمية وكتب المدارس، كما يحرص الرجال  على ارتداءه في التجمعات والمناسبات الرسمية وغير الرسمية، لكن مؤخرًا، انخفض عدد الرجال الذين يحملونه، دعونا نتعرف على هذا الخنجر التقليدي وتاريخه وما يرمز له.

ما هو الخنجر العماني؟

هو الرمز الوطني لدولة عمان، كلمة الخنجر هي في الأصل عربية، وتعني السيف القصير المنحني الذي يأخذ شكل حرف J.

أجزاء الخنجر العماني

يقسم هذا الخنجر إلى ثلاثة أجزاء رئيسية وهي:

  1. نصل الخنجر: هو الجزء المعدني الذي يكون حادًا، يصنع من الذهب أو الفضة أو النحاس. تكون الخناجر التي تصنع من الذهب والفضة مخصصة للملوك والأثرياء.
  2. مقبض الخنجر: يشكل الجزء العلوي من الخنجر، تقليدًا، يصنع هذا المقبض من العاج الذي يكوّن أنياب الفيل أو قرن وحيد القرن، لكن مؤخرًا، وبسبب منع الإتجار بالعاج في العالم، يستخدم مصنعو الخناجر في عمان مواد أخرى مثل الخشب أو البلاستيك أو عظم الجمال، هذه المواد جعلت الخناجر العمانية متوفرة وتباع بأسعار رخيصة.
  3. غمد الخنجر: وهو غمد معدني يدخل فيه النصل، يكون هذا الغمد مصنوعًا من مواد مختلفة وعليه زخارف متنوعة، وتختلف أسعار الخنجر أيضًا بحسب المواد المستخدمة في صناعة الغمد والزخارف التي يتم نقشها عليه.

أنواع الخنجر العماني

يوجد 5 أنواع من الخناجر، والتي تختلف عن بعضها في التصميم ونوع المواد المستخدمة والحجم، هذه الأنواع هي:

الخنجر السعيدي

يرجع تاريخه إلى القرن 19،  ويعود سبب التسمية إلى قبيلة البوسعيدي في عمان، والتي يشتهر رجالها بارتدائه، لكن يمكن أيضًا ارتداؤه من قبل الرجال الذين ينتمون لقبائل أخرى. تقول القصة أن السلطان “سعيد بن سلطان” كانت له زوجة فارسية ملت من خنجر زوجها القديم، فصممت له خنجرًا جديدًا، يعتبر الهنجر السعيدي من أنواع الخناجر النادرة والذي يتميز بوجود زخارف نباتية عليه.

الخنجر الظاهري

يرجع إلى القرن الثامن عشر، يشتهر بأن المقبض مصنوع من العاج المأخوذ من قرن وحيد القرن أو ناب الفيل القرن، ويكون الغمد مصنوع من الجلد ومرصع بالفضة.

الخنجر الظفاري

يعود إلى منطقة ظفار في جنوب سلطنة عمان، يشبه إلى حدٍ كبير الخنجر اليمني التقليدي.

الخنجر الشرقي

له طوق مصنوع من الذهب المزخرف، أما الغمد فهو مرصع بالذهب والفضة. وتكون الزخارف عليه معقدة للغاية.

الخنجر الباطني

له مقبض مصنوع من العاج ومرصع بالفضة، الغمد يكون مرتبط بحزام مصنوع من نسيج خاص فريد من نوعه.

تاريخ الخنجر العماني

عرف العرب في شبه الجزيرة العربية بامتلاكهم العديد من الأسلحة التقليدية المختلفة على سبيل المثال الخناجر والسيوف والرماح، لكن الخنجر العماني يتميز بأنه مختلف في شكله وزخارفه عن أنواع الخناجر الأخرى التي يصنعها العرب.

لم يعرف حتى الآن متى ظهر الخنجر العماني، لكن تم إيجاد رسوم لهذا النوع من الخناجر في قمة أحد الجبال شمال سلطنة عمان.

في عام 1672، زار الرحالة الهولندي روبرت بادبروغ، مدينة مسقط (عاصمة سلطنة عمان حاليًا)، وتحدث عن الخنجر العماني في روايته للرحلة.

يستمر الرجال في ارتداء الخنجر على حصرهم، فهو تقليد قديم مستمر حتى عصرنا هذا، لكن اليوم، يعتبر هذا الخنجر رمزًا وطنيًا وثقافيًا لسلطنة عمان، وجزءً أساسيًا من تراثهم الثقافي، ويعتبر انعكاسًا للرجولة ودليلًا على المكانة الاجتماعية.

استخدم الخنجر اليوم

هو الرمز الوطني الرسمي لسلطنة عمان، وهو مرسوم باللون الأبيض على الزاوية العلوية اليسرى من علم الدولة، علاوة على أنه موجود على كل الوثائق الرسمية كأوراق السلطان والوزارات والمحاكم، وفي كتب المدارس والجامعات العمانية، حتى السيارات التي تتبع للشرطة ووزارة الدفاع والأليات العسكرية عليها رمز الخنجر، وعلى كل العملات النقدية المعدنية والأوراق النقدية أيضًا.

بالنسبة للسكان، يعتبر هذا الخنجر جزءً من اللباس التقليدي في السلطنة، حيث يرتديه الرجال فقط على خصرهم فوق الدشداشة البيضاء التقليدية ذات الأكمام الطويلة. لا يرتديه الرجال عادةً في كل الأوقات، بل في المناسبات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية مثل حفلات الزفاف والأعياد والجنازات أو الاجتماعات مع الوجهاء والمسؤولين، حتى أن البعض يرتديه عند التقدم لإجراء مقابلة عمل في الشركات.

الأسلحة التقليدية مثل الخناجر لم تعد تستخدم كثيرًا بعد اختراع الأسلحة النارية، هذا جعل دور الخنجر في عمان يتغير، فبعد أن كان في الماضي سلاحًا يستخدم للحماية والدفاع عن النفس، أصبح اليوم تقليدًا يعتز به العمانيون ودليلًا على الرجولة والرفعة والمكانة الاجتماعية، وليس من المستغرب أن يقوم العمانيون بإهداء هذا الخنجر لمن يزور بلدهم. قد تبدو هذه الهدية غريبة بالنسبة للسياح، لكن في عمان، من الشائع أن تهدي النساء خنجرًا باهظ الثمن لزوجها أو أخيها أو ابنها البالغ أو الشاب الذي تحبه. فالعرب يعتبرون الأسلحة أعظم ما لديهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى