مدينة أفاميا: جوهرة أثرية على ضفاف العاصي

تقع مدينة أفاميا الأثرية في شمال غرب سوريا، على بعد حوالي 55 كيلومترًا شمال غرب مدينة حماة، وتطل على نهر العاصي. وتعتبر أفاميا واحدة من أبرز المواقع التاريخية في المنطقة. كما تشتهر بتراثها المعماري الفريد وتاريخها الغني.
تأسيس مدينة أفاميا
تأسست أفاميا في القرن الرابع قبل الميلاد على يد سلوقس الأول نيكاتور، أحد قادة الإسكندر الأكبر، وسميت نسبةً إلى زوجته أباما. وازدهرت المدينة خلال العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية، وكانت مركزًا حضاريًا وثقافيًا مهمًا.
تشتهر أفاميا بشارعها الرئيسي المحاط بالأعمدة، والذي يمتد لمسافة تقارب 2 كيلومتر، ويعد من أطول الشوارع الأثرية في العالم. كما يحيط بالشارع الرئيسي العديد من المباني العامة والدينية، بما في ذلك المسرح الكبير، الذي يتسع لحوالي 20,000 متفرج، ويعتبر من أكبر المسارح في العالم القديم.
بالإضافة إلى ذلك، تضم أفاميا العديد من الكنائس البيزنطية والحمامات الرومانية والمعابد. مما يعكس التنوع الثقافي والديني الذي شهدته المدينة عبر العصور.
الأهمية التاريخية والثقافية
كانت أفاميا مركزًا للفلسفة والعلوم والفنون، واحتضنت مدرسة فلسفية شهيرة. كما كانت محطة مهمة على طريق التجارة بين الشرق والغرب، مما أسهم في ازدهارها الاقتصادي والثقافي.
ويقول الدكتور خالد الأسعد، عالم الآثار السوري، إن أفاميا تعتبر مثالًا حيًا على التفاعل الحضاري بين الثقافات المختلفة في المنطقة. وتجسد تاريخًا غنيًا يمتد لآلاف السنين.
ونظرًا لأهميتها الأثرية، تم إدراج أفاميا على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ورغم تعرضها لبعض الأضرار خلال السنوات الأخيرة. إلا أن الجهود مستمرة للحفاظ على هذا الموقع الفريد وترميمه.
وتعد زيارة أفاميا تجربة فريدة تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن. لاستكشاف تاريخ غني وحضارة عريقة تركت بصماتها على مر العصور.