تاريخ ومزارات

معبد الرامسيوم وأضخم تماثيل العالم: كنز أثري في انتظار الترميم

يوجد معبد الرامسيوم على الضفة الغربية لنهر النيل بمدينة الأقصر، شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة، فهو من أبرز المعابد الجنائزية التي شيدها الملك رمسيس الثاني لتخليد ذكراه. يضم المعبد بقايا أعمدة أوزيرية مدمرة وصرحًا ضخمًا فقد نصفه، إلا أن أكثر ما يميزه هو حطام أحد أضخم التماثيل الأثرية في العالم، وهو تمثال رمسيس الثاني الذي بلغ وزنه نحو 1000 طن وارتفاعه 16 مترًا.

تاريخ معبد الرامسيوم

عثر على التمثال ملقى على ظهره ومحطمًا لعشرات الكتل الحجرية عند مدخل المعبد، وتشير بعض الروايات إلى أنه تحطم جراء زلزال ضرب البلاد عام 27 قبل الميلاد، لكن دراسات أثرية حديثة أكدت أن سقوطه كان متعمدًا في بداية العصر القبطي. ورغم الأهمية التاريخية للتمثال، ظل لعقود طويلة مجرد أنقاض متناثرة دون أي محاولات جدية لإعادة ترميمه وتنصيبه بما يليق بعظمته.

وفي هذا الصدد قال الأثري عبدالعظيم كامل أن هذا التمثال هو الأضخم في مصر على الإطلاق، لكنه لا يزال محطمًا لعشرات القطع المتناثرة عند مدخل الرامسيوم. ويأمل في أن تتخذ وزارة الآثار خطوات جادة لإعادة ترميمه، كما فعلت مع تماثيل رمسيس الثاني في معبد الأقصر، خاصة أن إعادة تنصيبه ستشكل إضافة كبيرة للمواقع الأثرية المصرية وستجذب آلاف السياح لرؤية أعظم تماثيل الفراعنة.

وفي السياق ذاته، لفت المرشد السياحي محمود فرح إلى أن التمثال الضخم تحيط به تماثيل أخرى، منها تمثالان لزوجة رمسيس الثاني الملكة نفرتاري ووالدته الملكة توي، واللذان عثر عليهما في وادي الملكات، بينما لا تزال مومياء الملك نفسه محفوظة في مقبرته بوادي الملوك.

ورغم الجهود السابقة، فإن أعمال ترميم التمثال لم تستكمل بعد، إذ بدأت البعثة الفرنسية المصرية منذ سنوات في تركيب كتل الجرانيت الخاصة به وبتماثيل زوجته ووالدته، لكن مصير هذه الأعمال ظل مجهولًا. وفي تطور جديد، كشف مصدر بقطاع آثار الأقصر عن قرب انطلاق مشروع ترميم التمثال وإعادة تنصيبه عند مدخل معبد الرامسيوم، وذلك فور الانتهاء من ترميم تمثال آخر لرمسيس الثاني أمام واجهة معبد الأقصر، في خطوة تهدف إلى استعادة الواجهة التاريخية كما كانت قبل 2000 عام.

ويحمل معبد الرامسيوم، المعروف باسم معبد ملايين السنين، أهمية فريدة، حيث خصص لتخليد ذكرى رمسيس الثاني. ويتميز بوجود شبكة طرق نادرة كانت تنشأ عادة في معابد الآلهة مثل الكرنك والأقصر، حيث تم اكتشاف ثلاثة طرق للمعبد من جهاته الغربية والشمالية والجنوبية، إضافة إلى الطريق الجنوبي الشهير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى