الإبل في الإمارات.. رمز التراث ومصدر الفخر الوطني

كانت الإبل عبر التاريخ أحد أبرز أركان التراث الإماراتي، وحظيت برعاية خاصة من قبل القيادة الرشيدة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية. تعد الإبل ثروة وطنية قيمة، وقد أقيمت لها سباقات جعلت الإمارات أول دولة حديثة تحتفي بهذا الإرث العريق عبر منافسات الهجن العربية الأصيلة.
بداية هذه الرؤية جاءت مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أمر بإنشاء ميادين حديثة لسباقات الهجن مزودة بأرقى التجهيزات، لتصبح هذه الرياضة التراثية معلمًا ثقافيًا يعكس روح الدولة وهويتها. استمرت القيادة الحكيمة على هذا النهج، ما عزز من مكانة الإبل كجزء أساسي من الثقافة الإماراتية.
حكايات مع الإبل
كشف عبيد بن حامد الطنيجي عن ارتباطه الوثيق بالإبل قائلاً إنها كانت رفيقة أهل الصحراء ومصدر رزقهم. كانت الإبل وسيلة السفر ونقل المياه والمؤن في السلم والحرب، إلى جانب الاستفادة من لحومها ولبنها ووبرها. لم يقتصر دور الإبل على الصحراء، بل أصبحت أداة تنقل بين الساحل والبادية، لتشكل رابطًا بين مختلف مناطق الإمارات.
كما أضاف الطنيجي أن الإبل اليوم لها أدوار متنوعة تتوزع بين هجن السباق، وإبل المزاينة، وإبل المحالب الخاصة بمسابقات الحليب، وإبل الإنتاج التي تشمل اللحوم. لكل نوع ميزاته التي تميزه عن الآخر، مما يعكس تنوع استخدامات هذه الثروة التراثية.
وأشار الطنيجي إلى أن الجمال ذات السنام الواحد، التي تنتشر في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، تمتاز بتحملها الظروف القاسية للصحراء، بينما تتواجد الجمال ذات السنامين في المناطق الباردة مثل شرق آسيا وروسيا، بفضل وبرها الكثيف.
كما أوضح الطنيجي أن لكل قبيلة علامة مميزة تضعها على الإبل باستخدام الكي، ما يعكس تقاليد قديمة مستمرة حتى اليوم. أما سلالات الهجن الأصيلة في الإمارات فتشمل ظبيان وصوغان ومصيحان، وهي سلالات أساسية لكل الإبل الموجودة في السباقات رغم عمليات التهجين.
كما برزت فاطمة الهاملي، أول مالكة إبل في الإمارات وحاملة لقب “سفيرة الأصالة العربية”، دور المرأة الإماراتية في الحفاظ على التراث. بدأت علاقتها بالإبل منذ طفولتها، حيث تعلمت من والدها أسس تربيتها والعناية بها، وأورثت حب الإبل لأبنائها الذين أصبحوا بدورهم ملاكًا للهجن يشاركون في السباقات والمزاينات.
وأكدت الهاملي إنها تقضي الشتاء في البر حيث تلد النوق صغارها بسهولة، بينما تنتقل إلى العزبة في الصيف. تمتلك اليوم 40 جملاً من أفضل السلالات وتشارك بفعالية في مسابقات الهجن والمزاينات، لتؤكد قدرة المرأة الإماراتية على تحقيق النجاح في جميع المجالات.