مرأه بدوية

موزة بنت الإمام أحمد: أيقونة عمانية قادت بحكمة وشجاعة في زمن التحديات

موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، سيدة عمانية فريدة، برز اسمها بوضوح في تاريخ سلطنة عمان وتاريخ الأسرة البوسعيدية. نشأت موزة في كنف والدها الإمام أحمد، مؤسس الدولة البوسعيدية، وتعلمت على يديه أصول السياسة والحكم.

من هي موزة بنت الإمام أحمد

ولدت في مدينة الرستاق عام 1749، ونشأت في بيئة حملت تاريخًا عريقًا وقوة قيادة. والدتها من قبيلة الجبري، وأشقاؤها هم السلطان بن أحمد وسيف بن أحمد، وشقيقاتها عفراء وميرة. اختار لها والدها اسم موزة، الذي يعني الجوهرة أو اللؤلؤة اللامعة، وهو اسم يعكس مكانتها وقيمتها.

تميزت موزة بشخصية إدارية ملهمة وقدرة على التعامل مع الأزمات. بعد وفاة شقيقها السلطان بن أحمد عام 1804، كانت الأوضاع في عمان معقدة، إذ كانت مسقط محاصرة، وكان ابن شقيقها سعيد بن سلطان صغيرًا لا يستطيع تولي الحكم. هنا أظهرت موزة براعة استثنائية، حيث أعلنت نفسها وصية على الحكم حتى يبلغ سعيد السن الذي يمكنه فيه قيادة البلاد.

وفي هذا الصدد قال كاتب وأكاديمي بحريني متخصص في العلاقات الدولية عبد الله المدني، أنها لم تكتفي بالدور الإداري، بل واجهت التحديات العسكرية بحنكة. عندما استمر حصار مسقط، عمدت إلى تدبير العتاد الحربي من خلال صهر العملات الفضية وتحويلها إلى طلقات، واستغلال موارد المدينة لدعم دفاعاتها. قادت هجومًا شجاعًا فك الحصار وفرض استقرار الحكم.

عندما تسلم سعيد بن سلطان الحكم، لعبت موزة دورًا مهمًا في دعمه. شهدت فترة حكمه بناء إمبراطورية عمانية واسعة امتدت بين آسيا وأفريقيا. كانت سفنه تصل نيويورك، وحظي بمكانة دولية رفيعة.

موزة لم تكن مجرد وصية على الحكم، بل كانت رمزًا للقوة والشجاعة. تحدثت عنها الأميرة سالمة بنت سعيد في مذكراتها، مشيدة بشجاعتها وإقدامها. كانت موزة تتابع شؤون الحكم بنفسها، ولم تتوانَ عن التنكر بزي الرجال لتختبر ولاء جنودها.

استمرت في الدفاع عن مصالح عمان وابن شقيقها في أواخر حياتها. حيث كتبت رسائل للحكام البريطانيين تطلب الدعم لردع أي تهديد على استقرار البلاد. توفيت موزة حوالي عام 1832، تاركة خلفها إرثًا من القيادة والحكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى