وراء كل مثل حكاية.. قصة “شايل طاجن ستك” موروث شعبي تناقلته الأجيال

أميرة جادو
الأمثال الشعبية هي جزء من الموروثات الثقافية التي تعكس طريقة تفكير كل جيل، من خلالها نتمكن من التعرف على حكمة الأجيال السابقة الذين خلّدوا تجاربهم الحياتية وملاحظاتهم اليومية في أمثال نستمر في ترديدها حتى اليوم، وذلك في حالات مشابهة لتلك التي قيلت فيها، دون أن نعلم بالظروف التي قيلت فيها، ومن أشهر هذه الأمثال المثل الشائع “شايل طاجن ستك”، الذي يقال للمزاح مع الشخص العابس الكئيب.
حكاية مثل “شايل طاجن ستك”
يتردد هذا المثل الشعبي كثيرًا في حياتنا اليومية أو عبر شاشات التلفزيون، حيث يستخدم في سياق ساخر لوصف حالة شخص يشعر بالهم والضيق. لكن ما العلاقة بين طاجن الست أو الجدة وهذه الحالة؟
في هذا الإطار، كشف الدكتور خالد أبو الليل، المتخصص في تاريخ الفنون الشعبية. قصة مثل “شايل طاجن ستك”، حيث يعود هذا المثل إلى صعيد مصر في زمن بعيد. وبالتحديد إلى الجدات اللاتي كنّ يبدين عدم الرضا عن أي شيء على الرغم من الجهد الكبير المبذول. مما كان يؤدي إلى شعور الشخص بالاستياء والحزن.
انتقاد الجدات للفتيات
ويتابع أبو الليل أن إحدى العادات في البيوت الصعيدية قديمًا كانت تتمثل في قيام العائلات بإعداد أشهى الأطعمة داخل الطواجن، وهي قدور مصنوعة من الفخار.
وكانت النساء والفتيات يقضين طوال اليوم في تحضير الطاجن الشهي الذي يحمل على رؤوسهن ليذهبن به إلى الجدات تكريمًا لمكانتهن في العائلة.
لكن الجدات كنّ غالبًا لا يعجبهن أي شيء ويكثرن من انتقاد ما تقوم به الأجيال الجديدة. كان هذا النقد اللاذع يثير الضيق لدى الفتاة، مما يظهر على وجهها خلال عودتها إلى منزلها. حيث كانت تحمل تلك المشاعر من الحزن والهم.
ومع مرور الوقت، أصبح “طاجن الست” يستخدم كاستعارة للنكد وكسر الخواطر، ليصبح موروثًا شعبيًا تنتقله الأجيال. وعليه، يقال لكل من يبدو عليه الضيق النفسي أو الحزن: “شايل طاجن ستك ليه؟”.