“مرآة الوجدان” قصيدة في رثاء والدي للشاعر محمد حمدان أبو خالد

“مرآة الوجدان” قصيدة في رثاء والدي للشاعر محمد حمدان أبو خالد
كتب :حاتم عبدالهادي
تجسد قصيدة “في رثاء والدي” للشاعر السيناوي محمد حمدان أبو خالد نموذجًا صادقًا للشعر الوجداني الذي ينبع من أعماق النفس، ويحمل في طياته مشاعر الحزن والفقد بصدق وإحساس عالٍ.
حيث يصور الشاعر حزنه العميق باستخدام صور مجازية بديعة مثل “ناحت عليك يمامة في الوادي” و”الحزن أصبح هائمًا بفؤادي”، مما يعكس حالة الانكسار الداخلي.
كما يظهر في الدعاء والتضرع إلى الله كقوله:
“ناديت ربي أن يجود برحمةٍ
من غير ربي بالنزيل جوادِ؟”
يظهر إحساس الشاعر بالعجز أمام الموت، مع استدعاء صور من الماضي تربطه بوالده مثل:
“رأيت فيك ملامحي ومناقبي
وشممت فيك نسائم الأجدادِ.”
اعتمد الشاعر على لغة جزلة وسبك شعري متماسك، بالإضافة إلى التزامه بقافية واحدة تجعل النص متجانسًا وذو وقع موسيقي.
يعكس النص تجربة إنسانية شاملة، حيث لا تقتصر على رثاء شخص محدد، بل تتجاوز لتلمس مشاعر كل من فقد عزيزًا.
يرسخ القيم الإنسانية كالوفاء، الصبر، والاعتراف بفضل الوالدين ودورهم في تشكيل هوية الأبناء ويسعدنا ان ننشر نص القصيدة
“في رثاء والدي” :
ناحت عليك يمامةٌ في الوادي .
و بكتك عينُ رفاقك العبادِ
لما رحلت تركت قلبي فارغاً .
والحزن أضحي هائماً بفؤادي
ما أقسي حكم الموتِ عند محبةٍ
والموت تغييبٌ و طول رقادِ
قد كنت فينا ناصحاً و مبشراً .
والنصح جود مكتسٍ بودادِ
هذا يراعك شاهد كم قد نثر .
فوق الصحائف عطره بمدادِ
زينت ثوب الحرف نظم لآلي
صُغت الجمال محبةً في الضادِ
قد كنت فينا بعد أمي مؤنسا
ً هل بعدكم من ناصحٍ او هادِ
ناخت بك الامراض شدت قيدها
أضحيت مثل الليث في الأصفادِ
كم قد بكيتك قبل نازلة المني ..
صقر تردي في يد الصيادِ
من يعرف الصقر الأصيل يجله .
حتي وإن غيبه طول رقادِ
رأيت فيك ملامحي و مناقبي .
وشممتُ فيك نسائمَ الاجدادِ
يا ويح قلبي إذ يراك ممدداً .
حمدان قم فاقرأ بنا الاورادِ
ناديت ربي أن يجود برحمةٍ
من غير ربي بالنزيل جوادِ ؟
وأنا رجوتك مِنّة يا خالقي
أن تجمع الحبيّن يوم معادِ
واكرم نزيلا.. كان قلبي عندهُ
عند الكريم منازل العبادِ
علمتني صبراً إذا حكم القضا
واليوم أشدو الحزن شدو الحادي
هذا قليلٌ من رثائك والدي
هو فائضٌ من حرقة الأكبادِ !!.
شعر :
محمد حمدان أبو خالد
شمال سيناء
القصيدة تمثل مرآة لوجدان الشاعر، حيث تتجلى فيها الشفافية والعاطفة النقية، مما يجعلها إضافة حقيقية للشعر العربي الوجداني.