غيرت ملامح الحضارات.. تعرف على أشهر الحرائق في التاريخ
شهد التاريخ العديد من الحرائق المدمرة التي قضت على مدن بأكملها، وأحدثت تغييرات جذرية في مسار الحضارات، تاركة وراءها تأثيرًا لا يمحى. ومن أبرز هذه الحوادث حريق روما، وحريق بغداد، وحريق موسكو، وحريق لندن الكبير، التي تمثل صفحات مأساوية في سجل الإنسانية.
حريق روما
في 18 يوليو عام 64 ميلادية، اندلع حريق هائل في روما استمر لأكثر من خمسة أيام خلال السنة العاشرة من حكم الإمبراطور نيرون. اجتاح الحريق عشرة أحياء من أصل أربعة عشر حيًا في المدينة. بدأ الحريق بالقرب من السيرك الكبير في منطقة مزدحمة بالمحلات التي كانت مليئة بالبضائع القابلة للاشتعال، مما أدى إلى انتشار النيران بسرعة هائلة، وتحويل أحياء بأكملها إلى أنقاض.
حريق بغداد
عقب اجتياح المغول لمدينة بغداد، شهدت الحضارة الإسلامية واحدة من أعظم خسائرها. دمرت النيران بيت الحكمة، واحدة من أرقى مكتبات العالم القديم، حيث التهمت المؤلفات النفيسة في مجالات العلم والفلسفة والأدب والاقتصاد. ألقى المغول الكتب في نهري دجلة والفرات، ما أدى إلى فقدان جزء كبير من التراث الإنساني. بالإضافة إلى ذلك، قتل المغول العديد من العلماء والمثقفين، بينما نُقل آخرون إلى فارس. كما دمرت المعالم العمرانية من مساجد وقصور وحدائق ومدارس ومستشفيات، مما أدى إلى انهيار الحضارة العباسية.
حريق موسكو
في مايو عام 1571، تعرضت مدينة موسكو لحريق مروع خلال هجوم قوات خان القرم دولت كراي الأول، في إطار الحروب القرمية الروسية. يعد هذا الحريق من أشد الكوارث التي مرت بها المدينة، حيث راح ضحيته أكثر من 60,000 شخص. كما أدى إلى انخفاض كبير في عدد سكان المدينة، وهو ما رصده المؤرخون والزوار الأجانب. حتى أن القيصر إيفان الرهيب تجنب الإقامة في موسكو لسنوات بعد الحريق بسبب الدمار الشامل الذي حل بها.
حريق لندن الكبير
اجتاح حريق لندن الكبير العاصمة البريطانية من 2 سبتمبر إلى 5 سبتمبر عام 1666، ودمر مدينة لندن القديمة التي تم بناؤها في العصور الوسطى داخل أسوارها الرومانية. أسفر الحريق عن تدمير حوالي 13,000 منزل و87 كنيسة، بما في ذلك كاتدرائية القديس بولس القديمة. كما طال النيران مباني الهيئات والسلطات الرسمية، وكاد أن يمتد إلى حي وستمنستر الأرستقراطي وقصر الملك تشارلز الثاني.