تاريخ ومزارات
تاريخ الدولة العباسية
العباسيون نسبة إلى العباس بن عبد المطلب و في الواقع نستطيع أن نقول هم أبناء عبد الله بن عباس رضي الله عنهما العالم والصحابي الشهير وهو ابن العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم .
ظهرت الدولة العباسية بالعراق بعد الدعوة إليها مدة 33 عاما و أزالت الدولة الأموية و أعلن قيامها رسميا في العام 132 هجري / 750 ميلادي ..
ساعد العباسيين ضعف الدولة الأموية في سنوات حكمها الأخيرة و ضربات وثورات الخوارج و العلويين التى لم تنقطع منذ قيامها ويقول المؤرخون إن ما بذره الخوارج خلال قرن لم يجنوا منه شيئا و حصد ثمرته العباسيون في النهاية .
تعتبر دراسة التاريخ العباسي من أصعب الدراسات وهذه الفقرة مجرد مقدمة مختصرة .
مرّت الدولة العباسية بعصور مختلفة، صنفها المؤرخون بأنها 4 عصور تختلف في قوتها وازدهارها، وفي كل عصر من العصور كان للدولة العباسية إنجازات خارجية ومحلية، ولكن كان التصنيف وفقًا للقوة المتحكمة في السلطة، حيث تُعد العصور التي شهدتها الدولة العباسية كالآتي:
العصر العباسي الأول: هو عصر تأسيس الدولة العباسية وصعودها، ويتضمن العصر الذهبي للدولة، واستمر منذ عام 750 م حتى عام 847 م.
العصر العباسي الثاني: يُسمى العصر العباسي الثاني بعصر الحرس التركي، واستمر منذ عام 847 م حتى عام 946 م.
العصر العباسي الثالث: يُسمى العصر العباسي الثالث بعصر النفوذ البويهي الفارسي، واستمر منذ عام 946 م حتى عام 1055م.
العصر العباسي الرابع: يُسمى العصر العباسي الرابع بعصر النفوذ السلجوقي التركي، واستمر منذ عام 1055م حتى عام 1258م.
خلفاء العصر العباسي الأول وفترات حكمهم :
1- أبو العبّاس عبد الله السفَّاح 5 سنوات
2 – أبو جعفر المنصور 21 سنة
3 – محمد المهدي 10 سنوات
4 – أبو محمد موسى الهادي سنة واحدة
5 – هارون الرشيد 23 سنة
6 – أبو عبد الله محمد الأمين 4 سنوات
7 – عبد الله المأمون 6 سنوات
8 – إبراهيم بن المهدي المبارك سنتان
9 – المعتصم بالله 24 سنة
10 – الواثق بالله 4 سنوات
11 – المُتوكِّل على الله 14 سنة .
️بداية الدعوة العباسية
كان بنو أمية يجلون آل البيت، ولكن تجاوزات بعض الولاة أساءت في بعض الأحيان إليهم. وكان الوليد بن عبد الملك الخليفة يومئذ قد أقطع الحُميمة (بلدة في الأردن) لعلي بن عبد الله بن عباس فأقام واستقر بها.
بعد زيارة قام بها عبد الله بن محمد (أبو هاشم) إلى الخليفة سليمان بن عبد الملك، الذي رحب به وأكرمه، شعر أبو هاشم بالمرض وأحس بدنو أجله، وأشاع الناس أن سليمان قد سمّه فعرج أبو هاشم على الحميمة ونقل ذلك إلى ابن عمه محمد بن على بن عبد الله بن عباس، وطلب منه أن يقتص من بني أمية وذلك عام 99هـ.
لقي كلام أبو هاشم لابن عمه محمد موقعًا من نفسه، وكان رجلاً طموحًا وكان له أكثر من عشرين أخًا يدعمونه بالإضافة إلى أبنائه، فحمل محمد بن على الفكرة وهى: إزالة ملك بني أمية، وبدأ يعمل على تنفيذها.
اختيار المكان
اختار الكوفة وخراسان نقطتي انطلاق للدعوة وهو اختيار دقيق لأسباب منها:
1- أكثر الناقمين على بني أمية من الكوفة.
2- أن خراسان تقع في مشرق الدولة وإذا اضطرت الظروف يمكن أن يفر إلى بلاد الترك المجاورة.
3- وفي خراسان صراعات عصبية بين العرب (القيسية واليمانية) يمكن الاستفادة من هذا الصراع لصالحه.
4- وخراسان دولة حديثة عهد بالإسلام، فيمكن التأثير في نفوس أهلها من منطلق العاطفة والحب لآل البيت.
5- اختار الكوفة مركزًا للدعوة ويقيم فيها ما يسمى (بكبير الدعاة أو داعي الدعاة)، وتكون خراسان هي مجال انتشار الدعوة.
تنظيم أمور الدعوة
عمد كذلك إلى السرية التامة وكان حريصًا عليها، تنتقل المعلومات من خراسان إلى الكوفة إلى الحميمة، ويتحرك الدعاة على شكل تجار أو حجاج.
أول كبير للدعاة في خراسان هو أبو عكرمة السراج (أبو محمد الصادق) الذي اختار اثني عشر نقيبًا كلهم من قبائل عربية، وهذا يرد على الادعاء بأن الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس. فكان كبير الدعاة يختار اثني عشر نقيبًا يأتمرون بأمره ولا يعرفون الإمام، ولكل نقيب سبعون عاملاً.
بدأت الدعوة تؤتي ثمارها في خراسان، وبدأ يظهر رجالها، مما جعل والي خراسان يومئذ وهو أسد بن عبد الله القسري يقبض على أبي عكرمة السراج، وعدد من أصحابه فيقتلهم سنة 107هـ.
وحتى سنة 118هـ استطاع أسد بن عبد الله (كان قد عزل ثم أعيد) بخبرته أن يكشف بعض قادة التنظيم العباسي واشتد عليهم فلجأت الدعوة العباسية إلى السرية التامة من جديد.
ولأن رجال الدعوة قد عرفوا هناك كان لابد من تغيير، فتم اختيار عمار بن يزيد (خداش) داعية جديدًا في خراسان، ولكن لم يكن اختيارًا موفقًا إذ أظهر بعد ذلك الكفر وانكشف أمره، وقتل على يد أسد بن عبد الله أيضًا سنة 118هـ.
شوهت أفعال خداش صورة الدعوة العباسية في أذهان الناس، ولم يثقوا في الداعية الجديد، إضافةً إلى شدة أسد بن عبد الله عليهم.
وحتى سنة 122هـ كانت الدعوة تسير ببطء فلقد ظهر عائق جديد وهو ثورة زيد بن على بن زين العابدين بالكوفة.. وكان لا بُدَّ أثناءها وبعدها من الهدوء ليعود الجو إلى حالته الطبيعية.
وفي سنة 125هـ توفي محمد بن علي وأوصى من بعده لابنه إبراهيم؛ ليقوم بمتابعة أمور الدعوة.
وجاء الفرج في سنة 125هـ بعد وفاة هشام بن عبد الملك وانشغال الدولة الأموية بصراعاتها الداخلية.. بالإضافة إلى أن الدعوة العباسية بتوجيه من إمامها قررت استغلال الصراع القبلي القائم بخراسان؛ ..
وذلك لأن والي خراسان يومئذ كان (نصر بن سيار) مضريًّا وأكثرية العرب هناك من اليمانية فكرهوه، فاتجهت الدعوة العباسية إلى اليمانية. وأثّر هذا الصراع القبلي على أحوال الناس ومصالحهم بكافة فصائلهم (اليمانيون، المضريون، أهل العلم، الفرس، الترك)، كل هذه الأحداث ساعدت الدعوة العباسية على الانتشاط من جديد.
ظهور أبي مسلم الخراساني
وفي سنة 128هـ ظهرت شخصية قوية هو أبو مسلم الخراساني (فارسي الأصل) أحد دعاة بني العباس منذ سنوات، لمح فيه إبراهيم بن محمد الذكاء والكفاءة، فقرر أن يرسله إلى خراسان حيث أمر الدعوة في نمو مطرد.
وفي سنة 129هـ جاءت إلى أبي مسلم رسالة من الإمام تأمره بالظهور بالدعوة، ففعل، ووالي خراسان يومها مشغول بصراعات الدولة الداخلية، ولما كان يوم عيد الفطر صلى أبو مسلم بالناس.
مرحلة الاشتباك المسلح
وقع أول اشتباك بين قوة بني أمية وقوة بني العباس في خراسان، وانتصر فيها أبو مسلم على قوات نصر بن سيار، وكثر أتباع أبي مسلم فقد احتال حيلاً لطيفة في السيطرة على الأمر فكان يرسل إلى اليمانية يستميلهم، ويكتب إلى المضرية يستميلهم بقوله: (إن الإمام أوصاني بك خيرًا، ولست أعدو رأيه فيك).
توترت الأحداث، وبعث مروان بن محمد في طلب إبراهيم بن محمد الإمام المقيم بالحميمة، فقيدوه وأرسلوه إلى الخليفة بدمشق فسجن.
وفي سنة 131هـ ازداد تمكن أبي مسلم من الأمر، وفر نصر بن سيار وتوفي، فدانت خراسان كلها لأبي مسلم.
وفي سنة 132هـ انتصرت قوات أبي مسلم على قوات العراق ثم توجه إلى الكوفة والتي كان قد خرج بها محمد بن خالد بن عبد الله القسري داعيًا لبني العباس.
وفي سنة 132هـ مات إبراهيم بن محمد في سجن مروان بن محمد، وأوصى بالخلافة بعده لأخيه عبد الله بن محمد (السفاح)، وبالفعل اختير السفاح أول خليفة لبني العباس في ربيع الآخر سنة 132هـ.
وفي 11 من جمادى الآخرة أرسل السفاح الجيوش لمنازلة الأمويين فسحقهم، واستتب الوضع لبني العباس عدا الأندلس.
أول خلفاء بني العباس
خلافة السفاح عبد الله بن محمد العباسي (من ربيع الآخر 132هـ حتى ذي الحجة 136هـ)
ولد السفاح بالحميمة ونشأ بها، ثم لما أخذ مروان أخاه إبراهيم انتقل أهله إلى الكوفة فانتقل معهم، ويقال له أيضًا: المرتضى والقاسم. آلت إليه الخلافة كما رأينا واستقر بالكوفة..
ويعود سبب تسميته بالسفاح إلى قوله ذلك عن نفسه في أول خطبة ألقاها بالكوفة يوم بيعته بالخلافة:
{ يا أهل الكوفة ، أنتم محل محبتنا ، ومنزل مودتنا ، أنتم الذين لم تتغيروا عن ذلك، ولم يثنكم عن ذلك تحامل أهل الجور عليكم ، حتى أدركتم زمامنا ، وأتاكم الله بدولتنا، فأنتم أسعد الناس بنا ، وأكرمهم علينا ، وقد زدتكم في أعطياتكم مائة درهم ، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح ، والثأر المبير } .
(*المبير : المهلك أو المفني)
بيد أنه واجه محاولات عديدة للخروج عليه، ولكنه استطاع أن يقضي عليها جميعًا مستعينًا بأبي مسلم الخراساني وفئة من أهله وعشيرته وكانوا كثرة، وكان شديد البطش والتنكيل بخصومه، فكان جُلُّ اعتماده على:
1- أبو مسلم الخراساني بالمشرق.
2- أخوه أبو جعفر المنصور بالجزيرة وأرمينية والعراق.
3- عمه عبد الله بن على بالشام ومصر.
وكان معظم ولاة السفاح من أعمامه وبني أعمامه.. وعَهِد السفاح من بعده إلى أخيه أبي جعفر المنصور ومن بعده إلى ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي. ولم تطل أيامه، فقد أصيب بالجدري فمات، ولم تستقر له الأمور بصورة تامة.
هذه الفقرة مجرد مقدمة و فكرة عامة ولذا خلت من إشارات المصادر يليها التفاصيل بإذن الله