الشاعر محمود حسن عبدالتواب يكتب :لهجاتٌ مُتَبَرِّجة من ديوان “عُروج”
الشاعر محمود حسن عبدالتواب يكتب :لهجاتٌ مُتَبَرِّجة من ديوان “عُروج”
عاشقةٌ عيناكِ الليلةَ لكنِّي مشغولْ
أبحثُ في قاموسِكِ عن لهجاتٍ مُتبرِّجَةٍ غير المتداول والمعقولْ
أبحثُ عن لغةٍ أُخرى ، منذُ حروفي الأولى ، تعبثُ بالجسدِ المحمومِ حكاياتي ، فأسافرُ نحوكِ تغسلُ جرحي غَيْماتُكِ والمجهولْ
لكنِّي أتعسَّرُ في جسدٍ امرأةٍ ودماءٍ ملكيَّةْ
أنْبشُ حُفرتَها فإذا بقيامِ السَّاعةِ والنفخةِ والفزعِ الأكبرِ والقاتلِ والمقتولْ
وإذا بِصَبِيَّاتٍ بَضَّاتٍ مثلَ خيوط الفجرِ ، أشُدُّ ذراعًا يخرجُ في كفِّي ، ورؤوسٌ فوقَ رؤوسٍ ودماءٌ بينَ دماءٍ والفجأةُ واللامعقولْ
والشّعرُ الذَّهَبِيُّ المتَفَحِّمُ ما باعتْ ناعِسَةٌ شيئًا منهُ فداءً حينَ انسحَبَ الأُكْسوجينُ وضاقتْ رئتاها وانفجرَ البرميلْ
بدائيِّين تحوَّلنا ؟
بلْ عصريِّينَ جُناةً ذبَّاحينَ ، وقائِدُنا كـ ( صلاحِ الدينِ ) تراهُ بوجهٍ … وبوجهٍ عربيدٌ وعميلْ
كُفَّارٌ تنجبُ كُفارًا ، يرزُقهم كفَّارٌ ، يأكلهمْ كفارٌ ، وسماءُ الله مُغَيَّبَةٌ ، والأمَّةُ لمْ يُبْعثْ فيها بعدُ نَبِيُّ ، ومسيلمةُ الكذَّابُ رسولْ
تَبْني عيناكِ قصورًا وحَرَمْلِكَ ، خِدرًا مثل الهيكلِ لا يدخلهُ إلّا قِدِّيسٌ وملائكةٌ ، وبَخورٌ ، وغيابٌ وحضورٌ ، وفواكِهُ في غير حصادٍ ، وتماهٍ في ملكوتِ العشقِ المُوجِعِ والأشهى ، لكنَّ كباشًا بالتْ في الهيكلِ والرَّاهبُ مذهولْ
لا تُسعِفُني ذاكرةُ العشقِ ولا موسيقى عبدِ الوهّابِ ولا رقصاتُ الدَّبكةِ والتحطِيبُ ولا صوت الحُصَرِي كيْ أُخْرِجَني من هذا الموتِ ، ورائحةِ الضَّعفِ ، ولا الحلَّاجُ ولا البهلولْ
يا سيِّدتي عطرُكِ أَخَّاذٌ جدًّا ، لكنَّ الحَيَّاتِ تحومُ وغربانٌ وجنودٌ مرْتَزِقاتٌ ، تكبيراتٌ بلهاءُ تنادي يا اللهُ ، وربُّ القريةِ مخمورٌ وكسُول
عذرًا يا سيدتي
عيناكِ الليلةَ عاشقتان ولكنِّي مأزومٌ جدًّا ، والرغبةُ عندي ميِّتَةٌ ، وخيالي منزوعٌ منهُ الصورةُ والتأويلْ
يا سيدتي جسدي مهترئٌ جدًّا وهزيلْ
قد أبصرُ مولايَ وقد لا ، ولعلَّ ضُحايَ وليلي ما قَلَياني لتعودَ السُّورةُ والتَّنْزيلْ