المزيدحوارات و تقارير
أخر الأخبار

مومياء الطفل الملكي لغز صغير من الحضارة المصرية

كتبت – شيماء طه – تعتبر مومياء الطفل الملكي، المعروضة في متحف الفاتيكان بروما، واحدة من أشهر المومياوات التي تعكس فن التحنيط ودقة الطقوس الجنائزية في مصر القديمة.

تعود هذه المومياء لطفل لم تحدد هويته بدقة حتى الآن، لكنها تقدم لمحة فريدة عن حياة الأطفال الملكيين في العصور الفرعونية وأهمية الاهتمام بمصيرهم بعد الموت.

إكتشاف المومياء ونقلها إلى الفاتيكان

تم العثور على مومياء الطفل الملكي في القرن التاسع عشر خلال إحدى الحملات الأثرية التي ركزت على وادي الملوك والمناطق المحيطة به.

يعتقد أنها انتقلت إلى الفاتيكان كجزء من مجموعة أثرية نقلت من مصر في تلك الفترة، وسط اهتمام عالمي كبير بالآثار المصرية.

وصف المومياء

الحجم : المومياء صغيرة الحجم، إذ تعكس عمر الطفل الصغير الذي يعتقد أنه لم يتجاوز 7 إلى 10 سنوات عند الوفاة.

طريقة التحنيط : تظهر المومياء إتقانًا مذهلًا لفن التحنيط، حيث إستخدمت المواد التقليدية مثل الراتنج والعطور لتغطية الجسد.

الأغطية والزينة : تم لف الطفل بأقمشة كتان ناعمة، ويعتقد أن بعض الرموز والنقوش على الأغطية تدل على مكانته الملكية.

هوية الطفل الملكي

لا تزال هوية الطفل لغزًا حتى الآن، لكن العلماء يعتقدون أنه قد يكون من أبناء أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر أو التاسعة عشر.

تحليل الحمض النووي والإختبارات الحديثة على المومياء قد تساعد في تحديد نسبه بشكل أكثر دقة.

الدراسات العلمية على المومياء

تم إجراء العديد من الفحوصات بإستخدام تقنيات حديثة مثل الأشعة السينية والأشعة المقطعية، وكشفت عن :

1. الصحة : الطفل كان يعاني من سوء تغذية محتمل، وهو ما قد يكون سببًا في وفاته.

2. الأسنان والعظام : أظهرت الفحوص أن الأسنان لم تكن مكتملة النمو، مما يشير إلى صغر سنه.

3. الإصابات : لم تكتشف أي إصابات تشير إلى عنف، مما يعني أن الوفاة قد تكون طبيعية أو ناتجة عن مرض.

الأهمية التاريخية لمومياء الطفل الملكي

دراسة حياة الأطفال الملكيين : تقدم المومياء معلومات عن حياة الأطفال في القصور الملكية خلال العصر الفرعوني، بما في ذلك طرق تغذيتهم ورعايتهم.

فن التحنيط : تعد مثالًا واضحًا على تطور تقنيات التحنيط واهتمام المصريين القدماء حتى بأصغر أفراد العائلة الملكية.

رمزية الموت : تظهر المومياء إهتمام المصريين بإعداد الموتى للحياة الآخرة، بغض النظر عن أعمارهم.

عرض المومياء في متحف الفاتيكان

كما تعرض المومياء في قسم خاص بمتحف الفاتيكان ضمن مجموعة من القطع الأثرية المصرية. وقد أحيطت المومياء بحماية خاصة لضمان سلامتها، مع توضيح تاريخها وأهميتها من خلال لوحات إرشادية.

مطالب إستعادة المومياء

كما تسعى مصر منذ سنوات إلى استعادة العديد من الآثار التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، ومن بينها مومياء الطفل الملكي. وتعتبر السلطات المصرية أن مكانها الطبيعي هو بين آثار مصر، لتعزيز فهم المصريين لتراثهم.

مومياء الطفل الملكي هي رمز صغير لعظمة الحضارة المصرية القديمة، التي لم تترك تفاصيل الحياة والموت دون أن تخلدها بطرق مبهرة. ورغم وجودها خارج مصر، تظل هذه المومياء شاهدًا على الاهتمام الكبير الذي حظي به المصريون القدماء من العالم بأسره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى