تاريخ ومزارات

أحمد بن ماجد: رائد الملاحة البحرية حول العالم

أسماء صبحي 

أحمد بن ماجد، المعروف بلقب “أسد البحر”، هو واحد من أعظم علماء الملاحة العرب في العصور الوسطى. ولد في سلطنة عمان في عام 1432 تقريبًا، ونشأ في بيئة بحرية، مما ساعده على اكتساب مهارات ملاحية مبكرة. كما ترك بصمة دائمة في علم الملاحة البحرية. حيث طور أدوات الملاحة وكتب العديد من النصوص التي أصبحت مرجعًا هامًا للبحارة.

كتاب احمد بن ماجد

يعد كتابه “الفوائد في أصول علم البحر والقواعد” من أبرز أعماله. حيث قدم فيه نصائح وإرشادات ملاحية مبنية على سنوات من الخبرة في البحار. وشمل الكتاب وصفًا دقيقًا للمسارات البحرية بين الخليج العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر. بالإضافة إلى شرح استخدام النجوم لتحديد المواقع. كما جعل أسلوبه المبتكر في كتابة هذا المرجع دليلاً لا غنى عنه للمستكشفين في عصره. وأدى إلى تحسين التجارة البحرية بين الشرق والغرب.

كان ابن ماجد أحد رواد الابتكار في مجال الأدوات الملاحية. حيث يعتقد أنه ساهم في تحسين تصميم البوصلة واستخدامها في تحديد الاتجاهات بدقة. كما يقال إنه قدم إرشاداته للمستكشف البرتغالي فاسكو دا غاما خلال رحلته الشهيرة إلى الهند. مما أدى إلى فتح طرق بحرية جديدة. ويعكس هذا الإسهام عبقريته في ربط المعارف التقليدية بالتقنيات المبتكرة، وجعل الملاحة أكثر أمانًا وفعالية.

قصائده وشعره

لم تقتصر إنجازات أحمد بن ماجد على تطوير الملاحة، بل كان أيضًا شاعراً وأديباً. حيث كتب العديد من القصائد التي تصف البحار وتقنيات الإبحار، مما يبرز عمق ارتباطه بعالم البحار واهتمامه بنقل معرفته إلى الأجيال القادمة. كما استطاع بأسلوبه الأدبي أن يجعل العلوم البحرية أكثر وضوحًا وإلهامًا للبحارة الشباب الذين كانوا يتطلعون لخوض غمار المحيطات.

ويقول الدكتور عبد الله يوسف، الباحث في تاريخ العلوم البحرية، إن ما قدمه أحمد بن ماجد يظهر عبقرية العرب والمسلمين في تطوير العلوم التطبيقية. وكتبه لا تزال شاهدة على إرثه الخالد. كما أكد أن تأثير ابن ماجد لم يتوقف عند العالم العربي فحسب، بل امتد إلى أوروبا والعالم. حيث اعتمد البحارة الغربيون على معرفته لتوسيع آفاقهم التجارية والاكتشافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى