مدينة الحجر: كنز تاريخي في المملكة العربية السعودية
أسماء صبحي
تقع مدينة الحجر، المعروفة أيضًا بمدائن صالح، في شمال غرب المملكة العربية السعودية. وهي واحدة من أبرز المواقع الأثرية في المنطقة. وتعود أصولها إلى حضارة الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد، الذين جعلوها محطة تجارية رئيسية على طريق البخور. في عام 2008. كما أصبحت الحجر أول موقع سعودي يدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
محتويات مدينة الحجر
تشتهر الحجر بواجهاتها الصخرية المنحوتة التي تعكس مهارات الأنباط الهندسية والفنية. وتحتوي المدينة على 131 مقبرة منحوتة بعناية في صخور الحجر الرملي، مزينة بزخارف ونقوش تعبر عن ثقافة الأنباط وتأثرهم بالحضارات المجاورة مثل الرومانية واليونانية. كما تضم بقايا نظام مائي متقدم استخدمه الأنباط لجمع وتخزين المياه في البيئة الصحراوية القاسية.
تبرز الهندسة المائية في الحجر عبقرية الأنباط في التكيف مع البيئة الصحراوية. فقد استخدموا السدود والخزانات والقنوات لتوجيه المياه وحفظها. مما ساعدهم على تحقيق الاكتفاء المائي واستمرارية الحياة في المنطقة. كما تعكس هذه الابتكارات الهندسية تقدم حضارتهم وقدرتهم على استغلال الموارد الطبيعية بشكل فعال.
المعابد والمواقع الدينية
إلى جانب المقابر والنظم المائية، تحتوي الحجر على مجموعة من المعابد والمواقع الدينية التي تعبر عن المعتقدات الروحانية للأنباط. كما تشير النقوش الموجودة على الجدران إلى طقوسهم وعباداتهم. مما يوفر للباحثين نظرة فريدة إلى الحياة اليومية والثقافية لهذه الحضارة القديمة.
وتقول الدكتورة ليلى بن عبد الرحمن، المتخصصة في الآثار السعودية، إن الحجر تمثل نموذجًا فريدًا للتفاعل بين الإنسان والطبيعة. حيث استطاع الأنباط تحويل منطقة صحراوية إلى مركز تجاري وثقافي مزدهر.
ويزداد الاهتمام بالحجر مع إطلاق مشاريع سياحية وتراثية تهدف إلى إبراز الموقع عالميًا. مثل مشروع “العلا” الذي يسعى لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية.