«لكل اسم حكاية».. قصة درب «المهابيل» وعلاقته بمشروب البوظة
أميرة جادو
“درب المهابيل” هو اسم لفيلم سينمائي كتب قصته الروائي المبدع الأستاذ نجيب محفوظ الذي كان يبحر في أعماق الشخصية المصرية في الحارات والشوارع ويرصدها بكل إتقان، و”درب المهابيل”، هو حي شعبي يتبع قسم عابدين إدراياً؛ وجغرافياً أقرب لقسم الموسكي لأنه يقع بين شارعي محمد على وشارع عبد العزيز بمنطقة العتبة.
سبب التسمية
واختلفت أقاويل سكان الحي حول تسمية الدرب بهذا الاسم، فمنهم من قال أن سبب التسمية هو مرور تشريفة عسكرية من هذا المكان دائما في العصور الملكية السابقة وكان الجنود يأتون بحركات غريبة من رفع أيديهم وخفضها أثناء مرور الوالي, فكان الناس يستغربون تصرفاتهم تلك ويعتبرونهم “مهابيل” فسمي هذا الطريق بدرب المهابيل نسبة لهم.
بينما يروي بعض السكان، أن احد الباشوات السابقين كان قصره مطلا على هذا الحي، وتحديدًا أحد الزار. والتي كانت تدق فيها الطبول بعنف وبنغمة واحدة مترددة دائمة تسمح للحاضرين وخصوصا للنساء بالتمايل والتراقص على غير نظام، وكانوا يعتبرون أن حفلات الزار تقام لإخراج الجن الذي يتلبس الإنسان، ولذا كانت حركاتهم جنونية لا نظام لها، مما أثار تعجب الباشا هذا عندما رآهم يرقصون بجنون ” ايه الناس المهابيل دي” فتناقلها الناس وأطلق على الحي درب المهابيل.
وبالإضافة إلى روايات وقصص أهالي الحي، توجد قصة أخرى والتي كانت أكثر انتشاراً وهى أن سبب إطلاق هذا الاسم نتيجة لكثرة وجود محال بيع وشرب البوظة في الحي, فكان الناس يشربون البوظة ويسكرون ويتمايلون وهو يمشون سكارى فأطلق الناس على هذا الطريق درب المهابيل لذلك.
مشروب البوظة
هو مشروب تركي منتشر في العالم العربي كله، ويقدم مثلجا وخاصة في فصل الصيف, وهو ليس مسكرا إذا قدم بعد وقت قليل من تحضيره, ولكن إذا أضيفت إليه الخميرة وترك لفترة فانه يتحول كأي عصير إلى شراب مسكر.
ولذا كان مشروب “البوظة” يعتبر في هذه الفترة خمر الفقراء الذين لا يمتلكون المال الكافي لشرب المشروبات الأخرى, وكثير من الناس كانوا يشربونه وهم لا يدركون حرمته بعد تخمره.