تاريخ ومزارات

يوسف بن عبد المؤمن: من قائد عسكري إلى عاهل عظيم في الأندلس

كان أبو يعقوب يوسف بن أبي محمد عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي، المعروف بصاحب المغرب، واحداً من أعظم القادة العسكريين والعلماء في عصره. نشأ يوسف في عائلة نبيلة حيث كان والده يربيه وإخوته على فنون الحرب وعلوم الدين، مما أكسبهم تميزاً في كل من ساحة المعركة وميدان العلم.

حكمه وحكمته:

عرف يوسف بجعل السياسة والحكمة في صلب اهتماماته، إلى جانب إتقانه للأدب والعلوم. كان يُعرف بجمعه للممتلكات وإدارته المحكمة لمملكته، ويقوم بتفويض صلاحياته إلى نوابه الأكفاء. وكان أيضًا معروفاً بإدارته الدقيقة للخراج ومهارته في تنظيم شؤون الرعية.

استكشاف الأندلس:

في عام 566هـ (1170م)، قاد يوسف حملة كبيرة إلى الأندلس برفقة مائة ألف فارس من العرب والموحدين. وقد استقر في مدينة إشبيلية، حيث أثار وصوله القلق لدى الأمير أبو عبد الله محمد بن سعد بن محمد بن سعد، المعروف بابن مردنيش، مما دفعه إلى الموت تحت ضغط مرض شديد يُقال إنه ناتج عن تسميم من قبل والدته، بسبب خلافات عائلية.

الفتح والتوسع:

بعد وفاة ابن مردنيش، استقبل يوسف أولاد الأمير المتوفى وأكرمهم، وتزوج أختهم ليعزز علاقاته. بدأ يوسف بعملية استعادة الأراضي التي استولى عليها الفرنج، ووسع مملكته لتشمل أجزاء كبيرة من الأندلس، محاصراً مدينة طليطلة، أبرز قلاعهم.

رحلته الأخيرة:

في عام 575هـ (1179م)، شن يوسف حملة على إفريقية وفتح مدينة قفصة. وعاد إلى الأندلس عام 580هـ (1184م) بحملة ضخمة، ولكن مرضاً ألمّ به أثناء حصار مدينة شنترين أدى إلى وفاته. بعد وفاته، خلفه ابنه أبو يوسف يعقوب بن يوسف في قيادة مملكته.

يوسف بن عبد المؤمن كان من القادة الذين جمعوا بين القوة العسكرية والحكمة السياسية، وصنعوا تاريخاً مشرقاً في منطقة الأندلس والمغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى