كهف الجارة: جوهرة خفية في صحراء مصر الغربية

أسماء صبحي
يعد كهف الجارة، الواقع في الصحراء الغربية بمصر بالقرب من واحة الفرافرة، من أبرز الكهوف الطبيعية في المنطقة. وتم اكتشاف الكهف عام 1873 على يد المستكشف الألماني جيرهارد رولفز، ويعتقد أن عمره يعود إلى ملايين السنين. كما يتميز الكهف بتكويناته الصخرية الفريدة، مثل الهوابط والصواعد، التي تشكلت نتيجة لتسرب المياه عبر الصخور الجيرية على مر العصور.
طريق كهف الجارة
يتطلب الوصول إلى الكهف رحلة عبر الصحراء، مما يجعله وجهة مثيرة لمحبي المغامرة والاستكشاف. وينصح بالتنسيق مع مرشدين محليين ذوي خبرة لضمان السلامة والاستمتاع بالتجربة. وعلى الرغم من جماله الطبيعي وأهميته الجيولوجية، لا يزال الكهف غير معروف بشكل واسع بين السياح. مما يضفي عليه طابعًا خاصًا لمحبي الأماكن الهادئة وغير المزدحمة.
ويقول الدكتور عبد الرحمن عبد التواب، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن كهف الجارة يعد نموذجًا فريدًا لتكوينات الكهوف في المنطقة. ويمثل قيمة علمية وسياحية كبيرة تستحق الاهتمام والترويج.
وأضاف عبد التواب، أن استكشاف كهف الجارة يعد تجربة فريدة تجمع بين المغامرة والتعرف على جمال الطبيعة المصرية الخلابة.
أهمية بيئية
لا يعتبر الكهف مجرد تكوين جيولوجي فريد، بل يحمل في طياته قصصًا عن تاريخ المنطقة. كما تشير الأبحاث إلى أن الكهف ربما كان يستخدم كمأوى طبيعي للسكان الرحل في العصور القديمة. ما يجعله شاهدًا على الأنشطة البشرية في الصحراء الغربية منذ آلاف السنين. وهذا الجانب التاريخي يضيف إلى قيمته الثقافية، مما يدفع الباحثين لدراسته بشكل أعمق.
بالإضافة إلى قيمته السياحية والتاريخية، يمتلك الكهف أهمية بيئية كبيرة. حيث تعتبر التكوينات الداخلية للكهف موطنًا لبعض الكائنات الدقيقة النادرة التي تتأقلم مع الظروف البيئية القاسية. كما تعد هذه الميكروبات محور اهتمام العلماء لدراسة طرق تكيف الحياة في بيئات شديدة الصعوبة، مما يفتح آفاقًا جديدة في علوم الأحياء والبيئة.
وعلى الرغم من أهميته المتعددة، يواجه كهف الجارة تحديات تهدد الحفاظ عليه. وقد يؤدي عدم وجود برامج حماية كافية أو إرشادات صارمة للسياح إلى تدهور التكوينات الصخرية الفريدة. ولذلك، يناشد الخبراء بضرورة وضع خطط للحفاظ على الكهف وتطوير بنيته التحتية لاستيعاب الزوار دون الإضرار بجماله الطبيعي.