كهف سنور: أعجوبة طبيعية مخفية في مصر
أسماء صبحي
يقع كهف سنور على بعد 70 كيلومترًا جنوب شرق مدينة بني سويف، وهو أحد أقدم الكهوف الطبيعية في العالم، حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 65 مليون سنة. واكتشف الكهف بالصدفة في عام 1992 أثناء التنقيب عن خام الألباستر. ويتميز الكهف بتشكيلات صخرية فريدة تشبه الشعاب المرجانية بألوانها المتعددة، والتي تتكون بفعل ترسبات الكالسيوم على مدار ملايين السنين.
عمق كهف سنور
يمتد كهف سنور إلى عمق 700 متر تحت الأرض، مما يمنح زائريه فرصة استكشاف عالم طبيعي ساحر. ويعتقد أن الكهف كان موطنًا للحياة البرية والإنسان القديم في العصور الحجرية. وهو الآن محمية طبيعية تحت إشراف وزارة البيئة المصرية.
ويقول الدكتور أحمد شفيق، خبير السياحة البيئية، إن كهف سنور ليس فقط موقعًا جيولوجيًا نادرًا، بل هو مثال رائع على تكوينات الأرض عبر التاريخ. ويجب أن يدرج ضمن أهم وجهات السياحة البيئية في مصر لما يحتويه من قيمة علمية وجمالية.
وأضاف شفيق، أنه رغم أهمية الكهف، فإنه لا يحظى بشهرة واسعة بين المعالم السياحية المصرية. وينصح الزوار بالتخطيط الجيد لزيارة الكهف، حيث يحتاج الوصول إليه إلى دليل محلي نظرًا لطبيعته الجغرافية الصعبة.
معجزة جيولوجية
وكهف سنور ليس مجرد معلم جيولوجي، بل هو نافذة على تاريخ الأرض. ويتميز بتكويناته الطبيعية الرائعة التي تأخذ أشكالاً غير عادية بفعل ترسب الكربونات والمعادن النادرة. كما تمنحك زيارته تجربة فريدة، حيث يمكنك مشاهدة الصواعد والهوابط التي تمتد عبر الكهف وتشكل منظراً استثنائياً يوحي بجمال غير مألوف للطبيعة.
بجانب جماله، يعتبر الكهف ذو أهمية علمية استثنائية. وتستخدم دراسته في فهم تطورات القشرة الأرضية وتغيراتها عبر الزمن. كما يحتوي الكهف على رواسب معدنية يعتقد أنها تشكلت تحت تأثير ظروف مناخية وبيئية خاصة منذ ملايين السنين. ويجذب الكهف العلماء والباحثين في مجالات الجيولوجيا والبيئة، ما يجعله مركزاً للدراسات العلمية.
تحديات المحافظة على الكهف
رغم أهمية الكهف، يواجه تحديات تتعلق بالحفاظ على بيئته الفريدة. ويعاني من قلة الاهتمام الكافي فيما يخص الترويج له كموقع سياحي وتعليمي. وهناك حاجة ماسة لتطوير البنية التحتية للمنطقة المحيطة، بما في ذلك الطرق والإرشادات السياحية، لتعزيز الوعي بأهميته التاريخية والجمالية.