تاريخ ومزارات

الملكة حتشبسوت: أول ملكة فرعونية عظيمة

أسماء صبحي 

تعد الملكة حتشبسوت، واحدة من أعظم حكام مصر القديمة، وهي أول امرأة تتولى حكم مصر كفرعون في التاريخ. وحكمت خلال الأسرة الثامنة عشرة، وحققت إنجازات عظيمة جعلت منها شخصية بارزة في التاريخ المصري.

صعود الملكة حتشبسوت إلى الحكم

كانت حتشبسوت ابنة الفرعون تحتمس الأول والملكة أحمس، وتزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني. بعد وفاته، أصبحت الوصية على العرش نيابة عن ابن زوجها تحتمس الثالث، الذي كان صغيرًا جدًا لتولي الحكم. ولكن مع مرور الوقت، نصبت نفسها كفرعون كامل، وارتدت ملابس الفراعنة الذكور بما في ذلك التاج الملكي واللحية المستعارة.

وتميز عهد حتشبسوت بالسلام والازدهار، واستثمرت جهودها في تعزيز البنية التحتية المصرية. ومن أبرز إنجازاتها المعمارية معبد الدير البحري، الذي يعد من أروع المعابد في تاريخ مصر القديمة. كان هذا المعبد مكرسًا لإله الشمس آمون، ويعكس عظمتها واهتمامها بالفنون والعمارة.

العلاقات التجارية

أطلقت حتشبسوت العديد من الحملات التجارية الناجحة، ومن أشهرها الحملة إلى بلاد بونت (في منطقة القرن الإفريقي الحالية). وجلبت هذه الحملات ثروات هائلة لمصر، بما في ذلك الذهب والعاج والبخور والحيوانات النادرة. وساعدت هذه الحملات في تعزيز الاقتصاد المصري وأظهرت قوة المملكة في التجارة الدولية.

وبالرغم من كونها امرأة في مجتمع تقليدي يهيمن عليه الرجال، نجحت حتشبسوت في أن تصبح واحدة من أعظم الفراعنة، وأظهرت حكمة في إدارة شؤون الدولة. وكانت تُعرف بالحاكم العادل والمحبوب من شعبها، وكانت تسعى دائمًا للحفاظ على السلام والاستقرار في مصر.

وبعد وفاتها، حاول تحتمس الثالث محو إرثها من التاريخ، ربما نتيجة الغيرة أو الرغبة في ترسيخ حكمه. وتم تدمير العديد من تماثيلها، ومحاولة إزالة اسمها من السجلات التاريخية. ومع ذلك، فإن إنجازاتها الكبيرة لا تزال حية من خلال المعالم الأثرية والأدلة التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى