مسجد عجلون الكبير: أيقونة التاريخ والدين في قلب الأردن
يمثل مسجد عجلون الكبير أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في الأردن، ويحتل مكانة مرموقة في خارطة السياحة الدينية العالمية. كما يعود تاريخ بناء المسجد إلى العهدين الأيوبي والمملوكي. ما يجعله من أقدم المساجد التاريخية في المملكة، ويعكس عراقة العمارة الإسلامية في المنطقة.
تاريخ مسجد عجلون الكبير
حظي المسجد برعاية خاصة من جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي أمر بترميمه من الداخل والخارج، مع تطوير شامل يضمن استمرارية دوره الديني والتاريخي. شملت أعمال التطوير إعادة تأهيل متكاملة، إنشاء مرافق خدمية، وتجهيز متوضأ للرجال ومصلى للنساء. كما تم إضافة تحسينات لتبليط الساحات وربطها بالمنطقة العلوية، مع تعديل مداخل الأدراج وتزويد الساحة الرئيسية بمظلات خشبية لتوفير الراحة للمصلين والزوار، مع الحفاظ على طابع المسجد التراثي.
وفي هذا الصدد أوضح لدكتور علي العبدي، الباحث في التاريخ،أن المسجد كان يحتوي على مدرسة تعرف بالمدرسة اليقينية، والتي تقع في الجهة الشمالية الشرقية، مما يؤكد دور المسجد التعليمي بجانب دوره الديني في العصور الأيوبية والمملوكية.
كما يصبح المسجد وجهة يومية للمصلين في شهر رمضان المبارك، من مختلف أنحاء محافظة عجلون. المصلون، مثل عبدالله العسولي، يثنون على أجواء المسجد التي تتزين ليلاً بأنوار تبرز جمال نقوشه الحجرية، ما يخلق مشهداً روحانياً رائعاً.
من جانبه، أشار باحث الآثار الدكتور محمد أبوعبيلة إلى الموقع الاستراتيجي للمسجد وسط مدينة عجلون، بالقرب من الطريق المؤدي إلى قلعة المدينة ومعالم أخرى مثل مقام البعَّاج وسيدي بدر. أكد أبوعبيلة أن المسجد يعتبر نموذجاً حياً لمساجد العهد الأيوبي. بفضل تصميمه المتين وجدرانه الضخمة وسقفه المدعوم بدعامات مثمنة الشكل.
كما وصف الباحث مئذنة المسجد، بأنها واحدة من أقدم المآذن في بلاد الشام. وتحتفظ بطابعها المملوكي رغم التعديلات التي أدخلت على جزئها العلوي في القرن العشرين. كما تعد هذه المئذنة شاهداً على حقبة غنية من التاريخ الإسلامي في الأردن. وتبرز جمال الطراز المعماري الذي كان سائداً آنذاك.