“ماسبيرو” صرح الإعلام الوطنى والعصر الذهبي للتلفزيون المصري
كتبت شيماء طه
يُعد مبنى ماسبيرو أحد أهم معالم الإعلام في مصر والعالم العربي.
ويقف هذا الصرح شامخًا على ضفاف نهر النيل بوسط القاهرة منذ افتتاحه عام 1960، ليكون نقطة انطلاق للتلفزيون المصري ودوره الريادي في تقديم إعلام ثقافي وترفيهي وإخباري تجاوز حدود الوطن.
تاريخ بناءه
تم بناء مبنى ماسبيرو في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ليكون أول مقر للتلفزيون المصري بعد دخول مصر عصر البث التلفزيوني.
صُمم المبنى على الطراز الحديث في ذلك الوقت، ويبلغ ارتفاعه 70 مترًا، مما جعله أحد أبرز المباني المطلة على نهر النيل.
سُمّي المبنى بهذا الاسم نسبةً إلى العالم الفرنسي جاستون ماسبيرو، الذي شغل منصب مدير مصلحة الآثار المصرية في القرن التاسع عشر وقدم إسهامات كبيرة في الحفاظ على التراث المصري.
“ماسبيرو” منبر الإعلام العربي
مع انطلاق البث التلفزيوني في عام 1960، أصبح ماسبيرو المركز الإعلامي الرئيسي في مصر. من خلاله، قدم التلفزيون المصري العديد من البرامج التي أثرت في الوجدان العربي، مثل برامج الأطفال، والأعمال الدرامية، والنشرات الإخبارية التي واكبت الأحداث الكبرى في مصر والعالم.
لعب ماسبيرو دورًا محوريًا في تعزيز الهوية الثقافية المصرية ونشر الفن والموسيقى العربية.
كما كان المنبر الإعلامي الأول الذي يبرز إنجازات الدولة، وينقل أصوات الشعب، ويُعبر عن قضاياهم.
مبنى يروي تاريخًا
يتكون مبنى ماسبيرو من 28 طابقًا، تتوزع فيها مختلف الإدارات والقنوات.
إستضاف المبنى على مر العقود أشهر المذيعين والفنانين الذين تركوا بصمة لا تُنسى في مجال الإعلام.
التحدى والتطوير
رغم دوره التاريخي، واجه ماسبيرو تحديات عدة في العقود الأخيرة، أبرزها التطور السريع في تقنيات الإعلام وظهور القنوات الفضائية والمنصات الرقمية.
ومع ذلك، لا يزال ماسبيرو رمزًا للإعلام المصري ومركزًا للتطوير المستمر لاستعادة بريقه ومواكبة العصر.
ماسبيرو في الذاكرة الوطنية
لا يمكن فصل مبنى ماسبيرو عن تاريخ مصر الحديث ، فقد كان شاهدًا على العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية الكبرى، ووقف الإعلام المصري في هذا المبنى شامخًا خلال أوقات الأزمات والتحديات، ليعبر عن صوت الشعب ويلتزم بدوره الوطني.
ماسبيرو هو رمز للإبداع الإعلامي الذي لا يُنسى، وحكاية صرح ظل وسيظل صوتًا للوطن وأهله.