المزيدكتابنا

السيدة  زينب.. سيدة نسائها وعفيفه قومها .. عندما يذكر إسمها يختزل التاريخ

السيدة  زينب… سيدة نسائها وعفيفه قومها .. عندما يذكر إسمها يختزل التاريخ

بقلم الكاتب والمؤرخ الإسلامي:عبدالرحيم حماد أبو هارون الشريف

السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها هي بنت أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أن مراجعة ما وثقته كتب التاريخ عن السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها وجمع وجهات النظر نجد أن من غير المنطقي أن يختزل دور السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها بموقف معين او حادثة عفوية او مفردة بسيطة بل انها جمعت ادوار ومواقف يعجز المداد على وصفها.

لقد تكاملت نواحي العظمة في شخصية السيدة زينب فتجسدت فيها معالي الصفات ومكارم الأخلاق ، وذلك هو سر تفردها وخلودها وإنما تتحدد قيمة الإنسان ومكانته حسب ما يتمتع به من مواهب وكفاءات، ويترشح عنه من فضائل وأخلاق وشخصية السيدة زينب زاخرة بالمواهب العالية، وسيرتها طافحة بالمكارم الرفيعة ومن خلال تلك المواقف والأحداث التي تعرضت لها تجلت لنا كفاءات السيدة زينب وعظمة شخصيتها، وتبدي لنا من نورها المضيء، وأفقها الرحيب بقدر ما كانت أبصارنا تستوعب الرؤية والنظر.

كانت السيدة زينب عليها السلام من أهم نماذج العفيفات التي قدمها الإسلام بعد أمها السيدة الزهراء عليها السلام ابنتها عقيلة الطالبيين زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وارضاهما وقد بلغت من الحرص على الحجاب والستر حدّ أن تجعل في أول ما وبَّخت يزيد الطاغية عليه رغم كثرة وعظم جرائمه هتك ستور النساء وتعريضهن لأنظار القوم في مسير السبي ولا عجب فإن الحجاب والعفاف رافق حياة هذه العظيمة.

بعد إنتهاء معركة كربلاء وسيق أسرى آل البيت ونسائهم مكبلين في القيود والحديد من كربلاء إلى الكوفة.. ومن الكوفة إلى دمشق إلى حيث قصر السفاح يزيد نهض رجل شامي تابع لزيد وطلب من يزيد إهدائه السيدة فاطمة عليها السلام والتي تمسكت السيدة فاطمة بعمتها السيدة زينب عليها السلام التي حضنتها وخاطبته بعبارات أوضحت له أنه بعيد كل البعد عن مناه ثم جرى حديث بين السيدة زينب عليها السلام ويزيد حتى علا صوت الحياء ينهال بسهامه على من لا يملك أدنى مرتبة منه فقالت له السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها : ” أَمِنَ العدلِ يابن الطلقاء تخديرُك حرائرك وإمائك وسَوْقُك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا قد هُتكت ستورهنَّ وأُبديت وجوهُهن تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد يستشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههنَّ القريب والبعيد والدنيُّ والشريف ، ليس معهن من رجالهنَّ وليّ ولا من حُماتهن حمي؟! وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء”

كان للسيدة زينب مواقف جريئة مع عبيد الله بن زياد لعنه الله ويزيد ، وحمى الله بها الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما السلام من القتل ، وهو الذى حفظ به الله ذرية سيدنا الحسين عليه السلام، فاحتضنت ابن أخيها على زين العابدين حين أرادوا ضرب عنقه، وقالت: «والله لا أفارقه، إن قتلته فاقتلنى».

للسيدة زينب دور مهم في الحفاظ على العائلة والأطفال من التشتت والضياع نتيجة الهجمات التي تعرضت لها الخيام، فضلا عن دورها البارز في تأليب الرأي العام في الكوفة ومخاطبة اهل الشام وفضح الماكنة الاعلامية الاموية على الرغم من تأثيرها في المجتمع آنذاك بل أن تصديها للإلقاء خطبة في الكوفة وعدم السماح للإمام السجاد عليه السلام في ان يخطب ساهمت بالحفاظ على حياته من ان يقتل قبل نزوله من على المنبر وأتاحت الفرصة له لإلقاء خطبته في مجلس يزيد.

نصّ خطبة السيّدة زينب في الكوفة

قال بشير بن خزيم الأسدي (۱) :

ونظرت إلى زينب بنت علي عليه‌ السلام يومئذ فلم أر خفرةً ـ والله ـ أنطق منها ، كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا.

فارتدّت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، ثمّ قالت :

« الحمد لله والصلاة على أبي : محمّد وآله الطيّبين الأخيار.

أمّا بعد :

يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر !!

أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة.

إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم.

ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الإماء ؟ وغمز الأعداء ؟

أو كمرعى على دمنة ؟ أو كفضة على ملحودة ؟

ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.

أتبكون ؟ وتنتحبون ؟

إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً.

فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.

وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوّة ؟ ومعدن الرسالة ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجّتكم ، ومدرة سنّتكم ؟؟

ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة.

وَيلكم يا أهل الكوفة !

أتدرون أيّ كبدٍ لرسول الله فَرَيتُم ؟!

وأيّ كريمةٍ له أبرزتم ؟!

وأيّ دم له سفكتم ؟!

وأيّ حرمةٍ له هتكتم ؟!

لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.

أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون.

فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد ».

قال الراوي : « فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حَيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاًَ واقفاً إلى جنبي يبكي حتّى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمّي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ».

لما وصلت سبايا آل محمد صلى الله عليه وسلم من كربلاء إلى الكوفة في الثاني عشر من محرم الحرام ، و هم “أسارى” بعد فاجعة عاشوراء وكان ذلك في الثاني عشر من محرم الحرام روى أن الملعون عبيدالله ابن زياد عامل الطاغية يزيد جلس في قصر الإمارة و أمر باحضار رأس الامام الحسين(عليه السلام) بعدما اذن اذناً عاماً فجيء به و وضع بين يديه ، و أدخلت عليه نساء الحسين وصبيانه ، وجاءت السيدة زينب ابنة أمير المؤمنين الإمام علي (عليهما السلام) وجلست متنكرة ، فسأل : من هذه المتنكرة ؟ فقيل له : هذه زينب ابنة علي ، فأقبل عليها قائلا : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب احدوثتكم.

فردت عليه عقيلة بني هاشم السيدة زينب (عليها السلام) قائلة : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم و طهرنا من الرجس تطهيرا ، و إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله.
فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟!
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يابن مرجانة!!
فغضب ابن زياد واستشاط ، فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير ، إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فقال ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك .
فرقّت زينب وبكت وقالت له : لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت.
فقال ابن زياد : هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجاعاً شاعراً .
فقالت : يا بن زياد ما للمرأة والسجاعة، وان لي عن السجاعة لشغلاً
ثم التفت ابن زياد إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين وقال له : من أنت ؟
فقال : أنا علي بن الحسين.
فقال : أليس الله قد قتل علي بن الحسين؟
فقال علي : قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين ، قتله الناس.
فقال ابن زياد : بل الله قتله.
فقال علي بن الحسين : الله يتوفى الأنفس حين موتها.
فغضب ابن زياد وقال : ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد علي ؟! إذهبوا به فاضربوا عنقه .
فتعلقت به زينب عمته ، وقالت : يا بن زياد ! حسبك من دمائنا . واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه.

فنظر ابن زياد إليها و إليه ساعة ، ثم قال : عجباً للرحم! والله إني لأظنها ودت أني قتلتها معه ، دعوه فإني أراه لما به .
ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم ،

خطبت السيدة زينب عليها السّلام في مجلس يزيد بالشام: وقد سَمِعَته يقرأ أبيات ابن الزِبَعرى ويقول :

ليتَ أشياخي ببـدرٍ شَهِـدوا جَزَعَ الخزرجِ مِن وَقْعِ الأسَلْ فأهَلَّـوا واستَهـلُّـوا فَرَحـاً ثمّ قالـوا: يا يزيـدُ لا تُشَلّْ! لستُ مِن خِنْدَفَ إنْ لم أنتقـمْ مِن بني أحمدَ ما كان فَعَـلْ!

فردت عليه السيدة زينب عليها السلام قائله له:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى جَدِّي سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، صَدَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ كَذَلِكَ يَقُولُ:

ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى‏- أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ
أَظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حِينَ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ، وَضَيَّقْتَ عَلَيْنَا آفَاقَ السَّمَاءِ، فَأَصْبَحْنَا لَكَ فِي إِسَارٍ، نُسَاقُ إِلَيْكَ سَوْقاً فِي قِطَارٍ، وَأَنْتَ عَلَيْنَا ذُو اقْتِدَارٍ، أَنَّ بِنَا مِنَ اللَّهِ هَوَاناً وَعَلَيْكَ مِنْهُ كَرَامَةً وَامْتِنَاناً؟؟ وَأَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ وَجَلَالَةِ قَدْرِكَ؟؟ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَنَظَرْتَ فِي عِطْفٍ، تَضْرِبُ أَصْدَرَيْكَ فَرِحاً وَتَنْفُضُ مِدْرَوَيْكَ مَرِحاً حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً وَالْأُمُورَ لَدَيْكَ مُتَّسِقَةً وَحِينَ صَفِيَ لَكَ مُلْكُنَا وَخَلَصَ لَكَ سُلْطَانُنَا.

فَمَهْلًا مَهْلًا لَا تَطِشْ جَهْلًا! أَ نَسِيتَ قَوْلَ اللَّهِ:

وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ

أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا؟؟ قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ يَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَاقِلِ وَيَبْرُزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَالْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ وَالشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالدَّنِيُّ وَالرَّفِيعُ، لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَلَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيمٌ، عُتُوّاً مِنْكَ عَلَى اللَّهِ وَجُحُوداً لِرَسُولِ اللَّهِ وَدَفْعاً لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَا غَرْوَ مِنْكَ وَلَا عَجَبَ مِنْ فِعْلِكَ.

وَ أَنَّى يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الشُّهَدَاءِ وَنَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ السُّعَدَاءِ وَنَصَبَ الْحَرْبَ لِسَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ وَجَمَعَ الْأَحْزَابَ وَشَهَرَ الْحِرَابَ وَهَزَّ السُّيُوفَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ أَشَدُّ الْعَرَبِ لِلَّهِ جُحُوداً وَأَنْكَرُهُمْ لَهُ رَسُولًا وَأَظْهَرُهُمْ لَهُ عُدْوَاناً وَأَعْتَاهُمْ عَلَى الرَّبِّ كُفْراً وَطُغْيَاناً.

أَلَا إِنَّهَا نَتِيجَةُ خِلَالِ الْكُفْرِ، وَضَبٌّ يُجَرْجِرُ فِي الصَّدْرِ لِقَتْلَى يَوْمِ بَدْرٍ! فَلَا يَسْتَبْطِئُ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ كَانَ نَظَرُهُ إِلَيْنَا شَنَفاً وَشَنْآناً وَأَحَناً وَضَغَناً يُظْهِرُ كُفْرَهُ بِرَسُولِهِ وَيُفْصِحُ ذَلِكَ بِلِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ فَرِحاً بِقَتْلِ وُلْدِهِ وَسَبْيِ ذُرِّيَّتِهِ غَيْرَ مُتَحَوِّبٍ وَلَا مُسْتَعْظِمٍ:

لَأَهَلُّوا وَاسْتَهَلُّوا فَرَحاً وَ لَقَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلَّ
مُنْتَحِياً عَلَى ثَنَايَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ مُقَبَّلَ رَسُولِ اللَّهِ ص يَنْكُتُهَا بِمِخْصَرَتِهِ، ‏قَدِ الْتَمَعَ السُّرُورُ بِوَجْهِهِ! لَعَمْرِي لَقَدْ نَكَأْتَ الْقُرْحَةَ وَاسْتَأْصَلْتَ الشَّأفَةَ بِإِرَاقَتِكَ دَمَ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَابْنِ يَعْسُوبِ الْعَرَبِ وَشَمْسِ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهَتَفْتَ بِأَشْيَاخِكَ وَتَقَرَّبْتَ بِدَمِهِ إِلَى الْكَفَرَةِ مِنْ أَسْلَافِكِ ثُمَّ صَرَخْتَ بِنِدَائِكَ وَلَعَمْرِي قَدْ نَادَيْتَهُمْ لَوْ شَهِدُوكَ وَوَشِيكاً تَشْهَدُهُمْ وَيَشْهَدُوكَ، وَلَتَوَدُّ يَمِينُكَ كَمَا زَعَمْتَ شُلَّتْ بِكَ عَنْ مِرْفَقِهَا، وَأَحْبَبْتَ أُمَّكَ لَمْ تَحْمِلْكَ وَأَبَاكَ لَمْ يَلِدْكَ، حِينَ تَصِيرُ إِلَى سَخَطِ اللَّهِ، وَمُخَاصِمُكَ وَمُخَاصِمُ أَبِيكَ رَسُولُ اللَّهِ.

اللَّهُمَّ خُذْ بِحَقِّنَا وَانْتَقِمْ مِنْ ظَالِمِنَا، وَأَحْلِلْ غَضَبَكَ بِمَنْ سَفَكَ دِمَاءَنَا، وَنَقَصَ ذِمَامَنَا وَقَتَلَ حُمَاتَنَا وَهَتَكَ عَنَّا سُدُولَنَا، وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَمَا فَرَيْتَ إِلَّا جِلْدَكَ، وَمَا جَزَزْتَ إِلَّا لَحْمَكَ، وَسَتَرِدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، وَانْتَهَكْتَ مِنْ حُرْمَتِهِ وَسَفَكْتَ مِنْ دِمَاءِ عِتْرَتِهِ وَلُحْمَتِهِ، حَيْثُ يَجْمَعُ بِهِ شَمْلَهُمْ وَيَلُمُّ بِهِ شَعَثَهُمْ وَيَنْتَقِمُ مِنْ ظَالِمِهِمْ وَيَأْخُذُ لَهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ.

وَ لَا يَسْتَفِزَّنَّكَ الْفَرَحُ بِقَتْلِهِ، وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

وَ حَسْبُكَ بِاللَّهِ وَلِيّاً وَحَاكِماً وَبِرَسُولِ اللَّهِ خَصِيماً وَبِجَبْرَئِيلَ ظَهِيراً. وَسَيَعْلَمُ مَنْ بَوَّأَكَ وَمَكَّنَكَ مِنْ رِقَابِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا وَأَنَّكُمْ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلًا.

وَ مَا اسْتِصْغَارِي قَدْرَكَ وَلَا اسْتِعْظَامِي تَقْرِيعَكَ تَوَهُّماً لِانْتِجَاعِ الْخِطَابِ فِيكَ بَعْدَ أَنْ تَرَكْتَ عُيُونَ الْمُسْلِمِينَ بِهِ عَبْرَى وَصُدُورَهُمْ عِنْدَ ذِكْرِهِ حَرَّى فَتِلْكَ قُلُوبٌ قَاسِيَةٌ وَنُفُوسٌ طَاغِيَةٌ وَأَجْسَامٌ مَحْشُوَّةٌ بِسَخَطِ اللَّهِ وَلَعْنَةِ الرَّسُولِ قَدْ عَشَّشَ فِيهِ الشَّيْطَانُ وَفَرَّخَ وَمَنْ هُنَاكَ مِثْلُكَ مَا دَرَجَ وَنَهَضَ. فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ الْأَتْقِيَاءِ وَأَسْبَاطِ الْأَنْبِيَاءِ وَسَلِيلِ الْأَوْصِيَاءِ بِأَيْدِي الطُّلَقَاءِ الْخَبِيثَةِ وَنَسْلِ الْعَهَرَةِالْفَجَرَةِ تَنْطِفُ أَكُفُّهُمْ مِنْ دِمَائِنَا وَتَتَحَلَّبُ أَفْوَاهُهُمْ مِنْ لُحُومِنَا وَلِلْجُثَثِ الزَّاكِيَةِ عَلَى الْجُبُوبِ الضَّاحِيَةِ تَنْتَابُهَا الْعَوَاسِلُ وَتُعَفِّرُهَا الْفَرَاعِلُ فَلَئِنِ اتَّخَذْتَنَا مَغْنَماً لَتَتَّخِذُنَا وَشِيكاً مَغْرَماً، حِينَ لَا تَجِدُ إِلَّا مَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَمَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ وَإِلَى اللَّهِ الْمُشْتَكَى وَالْمُعَوَّلُ وَإِلَيْهِ الْمَلْجَأُ وَالْمُؤَمَّلُ.

ثُمَّ كِدْ كَيْدَكَ وَاجْهَدْ جُهْدَكَ! فَوَ الَّذِي شَرَّفَنَا بِالْوَحْيِ وَالْكِتَابِ وَالنُّبُوَّةِ وَالِانْتِجَابِ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَلَا تَبْلُغُ غَايَتَنَا. وَلَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَلَا تَرْحَضُ عَنْكَ عَارُنَا. وَهَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَأَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَجَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي أَلَا لُعِنَ الظَّالِمُ الْعَادِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَكَمَ لِأَوْلِيَائِهِ بِالسَّعَادَةِ وَخَتَمَ لِأَوْصِيَائِهِ بِبُلُوغِ الْإِرَادَةِ نَقَلَهُمْ إِلَى الرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَلَمْ يَشْقَ بِهِمْ غَيْرُكَ وَلَا ابْتَلَى بِهِمْ سِوَاكَ وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُكْمِلَ لَهُمُ الْأَجْرَ وَيُجْزِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ وَالذُّخْرَ وَنَسْأَلُهُ حُسْنَ الْخِلَافَةِ وَجَمِيلَ الْإِنَابَةِ إِنَّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ.

السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها .. سيدة نسائها.. عفيفه قومها .. وعندما يذكر إسمها يختزل التاريخ .. فهي شاهد لا يمكن أن يكذب..

جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم حارب على تنزيل القرآن الكريم .. وأبوها حيدره الكرار أسد الله الغالب ناصر دين الله ونبيه قاتل على تأويله .. وهي افنت حياتها على تثبيته.

السيدة زينب العقيله والتاريخ الزاخز ..
خطبت في قصر السفاح يزيد الملعون.. وجلدته بصمتها وحجتها.. نفشت كلماتها بمداد لا يمحى قائله :
كد كيدك يا يزيد

السيدة زينب رضي اللّه عنها وأرضاها بطلة كربلاء..
عباءتها حبل امتد لا ينقطع .. فهي نسل المضحين والأبطال..
سيدة العطاء والإيمان
قالت : إن كان هذا يرضيك .. فخذ حتى ترضى

السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها هي خيمة الصبر والعقيدة .. هي تل للتائهين عن طريق الله.

السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها..
السيدة زينب هي ساعي بريد كربلاء للعالم أجمع على مر العصور .

كما تسمع صوتها تجد أن الإسلام فيها ومنها..

إمرأة وحيدة أخجلت البشرية وأعطت العالم درساً في التوحيد .. حينما قالت ورؤوس رجال عشيرتها فوق الرماح

❗ما رأيت إلا جميلا

سلام على جبل الصبر زينب

‏السلامُ على جبل الصبر زينب حين تقول
ربنّا تقبل منا هذا القُربان

لقد أثبتت زينب أن امرأة واحدة يمكنها أن تتحدى ، بإذن لله، امبراطورية بأكملها، وأن تساهم في تقويضها أيضا.
السلام على جبل الصبر

السلامٌ على من عَجبت من صبرها ملائڪةُ السَّماء
يامولاتي زينب .. السَّلاَمُ عَلى مَن رَكِبَتْ بَعيراً بِغَيرِ وِطاءٍ وَنَادَت أخَاها أبَا الفَضْلِ بهَذا النِّدَاء :
“أخِي أبَا الفَضْلِ، أنْتَ الَّذي أرْكَبْتَني إذْ أرَدتُ الخُروجَ مِن المَدينَةِ”

‏يا قلب زينب ، عليك منّي السلام .. 💔
ڪـان الـنـاس
يـرون زيـنـب “؏” سـبـيّـة
السـيـدة زيـنـب تـرى نـفـسهـا رساليّة.

“الانـسـان الـذي يـرى
نـفـسـه بـعـيـن الآخـريـن يـنـڪـسـر ..”

زينب الآباء لكِ منَّا سلاماً وبمُصابكِ ، لأهلك الشهداء نُقدِّم العزاء

وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ مثلمـا استعانت زينب عليها السلام

شمسُ الحجابِ زينبٌ فخرُ الورى
قَبلَ الردى نامتْ على حرِّ الثَّرَى
مِثْلَ حُسيْنٍ ترتجي أَنْ تُصْهَرَا
بالشمسِ كيفَ الشَّمسُ تُكْوى يا تُرى؟!

عند ذكر السيَّدة زينب ..
توقف وأنتحِب وأخلَع قلبَك وأنفجِر بُكاءاً .!

زيارة عقيله بني هاشم السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها

السلام عليك يا بنت حبيب الله محمد المصطفى سيد المرسلين وصفوة الله من الخلائق أجمعين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا بنت ولي الله علي المرتضى سيد الوصيين وناشر لواء الحمد في السموات والأرضين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا بنت الطاهرة خديجة الكبرى سيدة أمهات المؤمنين والمخصوصة بالتحية والسلام من رب العالمين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا بنت صفية الله وأم أولياء الله، الكريمة في الملأ الأعلى الصديقة الزهرا سيدة النساء ومن جعل في رضاها رضاه وفي غضبها غضبه ولظاه مولاتنا فاطمة شفيعة يوم الجزاء ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا أخت السبط الأكبر الحسن المجتبى صاحب حوض المصطفى وكنز الجود والعطا، كريم آل الفضل والندى، حليم الطيبين وسؤدد الطاهرين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا أخت الحسين المصفّى سيد الشهدا ومصباح الهدى شفيع المذنبين وعبرة المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا فرع الدوحة المحمدية والشجرة العلوية والكرامة الفاطمية والسماحة الحسنية والشجاعة الحسينية ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا منار القدس المحمدي والإخلاص العلوي والطهر الفاطمي والحلم الحسني والإباء الحسيني ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا وارثة معالي أهل الكساء وعلوم أهل العباء وعبادة قطب التوحيد والإيمان والولاء، حليفة التهجد والذكر والدعاء في الرخاء والبلاء والقوامة لله بالحمد والشكر والثناء في السراء والضراء ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا بنت سلطان الانبياء، السلام عليك يا بنت صاحب الحوض واللواء، السلام عليك يا بنت فاطمة الزهراء، السلام عليك يا بنت خديجة الكبرى، السلام عليك يا بنت سيد الاوصياء وركن الاولياء أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت ولي الله، السلام عليك يا أم المصائب يا زينب بنت علي ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك أيتها الفاضلة الرشيدة، السلام عليك أيتها العاملة الكاملة، السلام عليك أيتها الجليلة الجميلة، السلام عليك أيتها التقية النقية، السلام عليك أيتها المظلومة المقهورة،السلام عليك أيتها الرضية المرضية،السلام عليك يا تالية المعصوم، السلام عليك يا ممتحنة في تحمل المصائب بالحسين المظلوم، السلام عليك أيتها البعيدة عن الآفاق، السلام عليك أيتها الاسيرة في البلدان، السلام على من شهد بفضلها الثقلان، السلام عليك أيتها المتحيرة في وقوفك في القتلى وناديت جدك رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بهذا النداء: صلى عليك مليك السماء هذا حسين بالعراء مسلوب العمامة والرداء مقطع الاعضاء وبناتك سبايا.

السلام على روحك الطيبة وجسدك الطاهر، السلام عليك يا مولاتي وابنة مولاي وسيدتي وابنة سيدتي ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله وصبرت على الاذي في جنب الله حتى أتاك اليقين، فلعن الله من جحدك ولعن الله من ظلمك ولعن الله من لم يعرف حقك ولعن الله أعداء آل محمد من الجن والانس من الاولين والآخرين وضاعف عليهم العذاب الاليم.

أتيتك يا مولاتي وابنة مولاي قاصدا وافدا عارفا بحقك فكوني شفيعا إلى الله في غفران ذنوبي، وقضاء حوائجي، واعطاء سؤلي وكشف ضري، وأن لك ولابيك وأجدادك الطاهرين جاها عظيما وشفاعة مقبولة، السلام عليك وعلى آبائك الطاهرين المطهرين وعلى الملائكة المقيمين في حرمكِ الشريف المبارك.

إبن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

إبن العارف بالله سلطان الأولياء السلطان محمد شمس الدين ابوهارون والإمام الصوفي العارف بالله الشيخ محمد بن هارون الشريف

الكاتب والمؤرخ الإسلامي عبدالرحيم حماد أبو هارون الشريف الإدريسي الحسني العلوي المحمدي الهاشمي القرشي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى