هند بنت المهلب: القائدة والشاعرة التي صنعت المجد
أسماء صبحي
هند بنت المهلب بن أبي صفرة، إحدى النساء العربيات اللواتي خلدهن التاريخ لذكائهن وحنكتهن السياسية. ولدت في أسرة عربية بارزة في العصر الأموي، وكان والدها المهلب قائدًا عسكريًا شهيرًا. ورثت هند صفات الشجاعة والحكمة عن عائلتها، ما جعلها نموذجًا بارزًا للمرأة القيادية في ذلك الزمن.
نشاط هند بنت المهلب
اشتهرت هند بنشاطها السياسي ودورها البارز في الحركات السياسية التي دارت في تلك الفترة، خاصة خلال فترة صراع الأمويين والعباسيين. وعندما سجن أخوها يزيد بن المهلب من قبل الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، لعبت دورًا كبيرًا في الإفراج عنه. كما يذكر أنها كانت تتصف بسرعة البديهة والفصاحة، مما جعلها محط احترام الحكام والفرسان.
وفي تصريح للدكتورة نورة الطيب، الباحثة في تاريخ المرأة العربية بجامعة الملك سعود. قالت: “هند بنت المهلب لم تكن فقط امرأة مؤثرة في السياسة. بل كانت شاعرة مرهفة تمتلك قدرات أدبية جعلتها مصدر إلهام للعديد من النساء في عصرها”. وتركت هند العديد من الأبيات الشعرية التي تعكس ذكاءها وقوة شخصيتها. وكانت تستخدم الشعر كوسيلة للتعبير عن آرائها السياسية والاجتماعية.
دورها الاجتماعي
إلى جانب ذلك، لعبت هند دورًا اجتماعيًا بارزًا في تعزيز مكانة المرأة في مجتمعها. حيث كانت تدافع عن حقوق النساء وتحث على تعليمهن وتثقيفهن. كما عرف عنها أنها كانت تعقد مجالس أدبية في بيتها تجمع بين النساء والرجال لتبادل الآراء ومناقشة القضايا السياسية والثقافية. وقد أشار المؤرخ ابن الأثير إلى أن “مجالس هند كانت مركزًا ثقافيًا مميزًا، ما جعلها شخصية جامعة بين الأدب والسياسة”.
كما ارتبطت هند بالأعمال الخيرية، حيث سخرت نفوذها ومواردها لدعم الفقراء والمحتاجين، وخاصة النساء الأرامل واليتامى. وكانت ترى أن دور القائد لا يقتصر على السياسة فقط، بل يشمل المساهمة في بناء مجتمع متكافل.
هند بنت المهلب ليست مجرد شخصية نسائية بارزة في التاريخ. بل نموذج يحتذى به للمرأة العربية في القيادة والعطاء.