في ذكرى موقعة “ستمبالا”.. كيف انتصر الأسطول المصري على اليوناني؟
أميرة جادو
يصادف اليوم الذكرى السنوية لانتصار الأسطول المصري على الأسطول اليوناني في “موقعة ستمبالا”، التي حدثت في مثل هذا اليوم من عام 1824، كما جاءت هذه المعركة البحرية استجابة لطلب السلطان العثماني من محمد علي باشا، “والي مصر”، لإخماد تمرد الثورة اليونانية ضد الدولة العثمانية، استجاب محمد علي لهذا الطلب وأمر قائد الأسطول المصري، محرم بك، بتجهيز السفن بالذخائر والعتاد والرجال، والتوجه نحو مياه اليونان لتنفيذ المهمة.
التحركات الأولية لقمع الثورة
في البداية، قام محمد علي باشا بإرسال 5000 جندي بقيادة حسن باشا إلى جزيرتي كريت وقبرص، كما نجحت القوات في القضاء على التمرد هناك، وتمكنت من تحرير السفن التركية المحتجزة، وبعد ذلك انطلق إبراهيم باشا لملاقاة الأسطول التركي بقيادة خسرو باشا، خلال هذه المهمة، تعرضوا لهجوم من السفن اليونانية، إلا أن إبراهيم باشا استطاع تحقيق انتصار ساحق على الأسطول اليوناني، موجهًا ضربة قاسية للثوار وقام بإخماد الثورة.
قوة الأسطول المصري
والجدير بالإشارة أن الأسطول المصرى تألف من 51 سفينة حربية مزودة بالمدافع، بالإضافة إلى 146 سفينة لنقل جنود، والتي حملت 17 ألف جندى و4 بلوكات مدفعية و700 فارس غير الأسلحة والذخيرة، كما انطلقت السفن من ميناء الإسكندرية فى يوليو عام 1824م، إلى جانب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة. وقد كانت تلك التجهيزات جزءًا من خطة محكمة وضعها محمد علي باشا لضمان نجاح المهمة. انطلقت السفن من ميناء الإسكندرية في يوليو عام 1824م، حيث خضعت لاستعدادات دقيقة شملت تزويدها بكافة الاحتياجات اللازمة للجنود، إضافة إلى تدريب الطواقم البحرية على إدارة العمليات القتالية المعقدة.
تفاصيل موقعة ستمبالا
كما توجه الجيش المصري إلى جزيرة رودس وخليج ماكرى في الأناضول لمقابلة الأسطول التركي. إلا أنهم قد تعرضوا لهجوم من السفن اليونانية، ولكن تمكن إبراهيم باشا من أجبرها على التراجع. بعد ذلك، توجه نحو جزيرة كريت، حيث استقر في سبتمبر 1824 مستغلًا الفرصة للسيطرة الكاملة. لاحقًا، أبحر إلى ميناء مودن وكورون، حيث تمكن من فك الحصار عن القوات العثمانية.
والجدير بالذكر أنه بعد ذلك، أرسل إبراهيم باشا قوة عسكرية لاحتلال نافارين. كما نجح في هزيمة الثوار هناك، وأسر قائدهم، وقام بتشتيت المقاتلين بين الجبال. مثلت هذه الهزيمة انتصارًا كبيرًا للأسطول المصري، ومهدت الطريق لإعادة السيطرة العثمانية على المناطق المضطربة.
