مصر تُحلق في سماء الطاقة: الغاز الطبيعي المسال يُعزز مكانتها العالمية ويُشكل مستقبل أوروبا الآمن
تعمل وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية على تحضير شحنة من الغاز الطبيعي المسال للشحن إلى دول أوروبا قبل انقضاء شهر مارس الحالي، حيث تقدر الكمية المعدة للتصدير بحوالي 50 ألف طن، ومن المقرر أن تنطلق هذه الشحنة الجديدة من محطة إدكو، وهي جزء من سلسلة شحنات الغاز المسال التي تخطط الحكومة المصرية لتصديرها إلى الخارج قبل حلول فصل الصيف.
شحنة من الغاز الطبيعي المسال
فيما يتعلق بتصدير الغاز المسال إلى القارة الأوروبية، صرح طارق الملا، وزير البترول، في بيان صحفي بتاريخ 5 مارس، أمام أعضاء لجنة الطاقة بمجلس النواب، أن قيمة صادرات الغاز الطبيعي للعام المنصرم 2023 بلغت حوالي 2.5 مليار دولار، وذلك ضمن إجمالي صادرات البترول التي وصلت إلى 8 مليارات دولار.
وقد شهدت عائدات مصر من صادرات الغاز الطبيعي المسال ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2022، حيث بلغت 8.4 مليار دولار مقارنة بـ 3.5 مليار دولار في العام 2021، بزيادة قدرها 140%.
تبلغ معدلات إنتاج مصر من الغاز الطبيعي ما بين 5.4 و5.5 مليار قدم مكعب يوميًا، والتي تُخصص بأكملها للاستهلاك المحلي، وخاصةً محطات توليد الكهرباء التي تستهلك حوالي 60% من الإجمالي.
تستورد أوروبا أكثر من 70% من الغاز المسال المصري في عام 2024، وتعد تركيا وإسبانيا من أكبر المستوردين، بينما تُصدر الكميات المتبقية إلى دول آسيا.
تمتلك مصر القدرة على تصدير ما يصل إلى 12 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًا عبر محطاتها المتواجدة على الساحل المتوسطي، وهو الهدف الذي تسعى لتحقيقه بحلول عام 2025.
التحول من دولة مستهلكة للغاز الطبيعي
تخطط “إيجاس”، الشركة القابضة المصرية للغازات الطبيعية، لتنفيذ سبعة مشاريع تنموية وإضافة 20 بئرًا تنمويًا إلى خريطة الإنتاج، بمعدلات إنتاج أولية تقدر بحوالي 1.5 مليار قدم مكعب يوميًا و21.3 ألف برميل من المتكثفات يوميًا، بتكلفة استثمارية تقدر بـ 2.6 مليار دولار، وذلك خلال العام المالي 2024-2025.
وفقًا لتقرير حكومي، خاضت مصر مسيرة طويلة في التحول من دولة مستهلكة للغاز الطبيعي إلى دولة مُصدرة، حيث أحدثت الاكتشافات الغازية الكبرى التي تمت بين عامي 2014 و2024 تغييرًا جذريًا في قطاع الطاقة المصري.
أشار التقرير إلى أن هذه التغيرات أثرت بشكل إيجابي على مكانة مصر في صناعة الغاز الطبيعي، مما جعلها تبرز كقوة رائدة في إنتاج الغاز، وأكدت أهميتها ودورها البارز في السوق العالمي للغاز الطبيعي المسال، وهو ما تعكسه الأرقام الحالية لهذه الصناعة والصادرات المتزايدة منذ عام 2014.
وأكد التقرير على أن الغاز الطبيعي المصري أصبح ثروة وطنية ومصدر أمان لأوروبا، خاصةً في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة، بما في ذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراع في غزة، مما يجعل تأمين مصادر جديدة للطاقة أمرًا حيويًا، وبالتالي فإن تعزيز العلاقات مع مصر يمكن أن يساهم في دعم أوروبا في تأمين موارد طاقة مستقرة وآمنة.