“دائرة الفرح والحناء”… تعرف على أغرب طقوس الزواج في اليمن
أميرة جادو
في قرية “المزاحن” بمحافظة إب اليمنية، يتميز الزواج بطقوس غريبة وفريدة تستمر لثلاثة أيام. يجتمع رجال يرتدون البياض ويرددون أشعاراً مغناة، بينما يجلس العريس وقدماه مغمورتان في إناء مملوء بالحناء. هذه الطقوس المتوارثة تأخذ طابعاً جميلاً ونادراً، حيث تختلط العادات القديمة بالجديدة، لتعبر عن فرحة المجتمع بالزفاف.
احتفال متوارث
طقوس الزفاف في هذه القرية تعود إلى التاريخ اليمني القديم، حيث يتم تزيين مراكب الفرح بالرقصات الشعبية، الناي، الطبل، والأشعار. ومن أبرز تلك الطقوس “دائرة الفرح” التي تعتبر الأهم في صباح يوم الزفاف الثالث، حيث يجتمع الضيوف حول العريس ويقدمون له إناء الحناء، في حين يرفع الجميع خناجرهم في مشهد مميز.
الزي الأبيض في الأفراح
يرتدي سكان القرية البياض في مناسباتهم السعيدة، وهو تقليد قديم يعكس الصفاء والنقاء. ويُعتبر هذا اللون جزءاً من هويتهم الاجتماعية في الأفراح والأعياد الدينية.
الرقصة الرازحية
تعتبر الرقصة الرازحية من أبرز الرقصات الشعبية في أعراس المزاحن، حيث يتم أداؤها بحركات سريعة وخفيفة على إيقاع المزمار، مع حمل الراقصين خناجرهم اليمنية. وتتميز هذه الرقصة بأنها تُؤدى من قبل ثلاثة أشخاص فقط، ما يزيدها تفرداً وجاذبية في السهرات.
إيقاع المزمار
المزمار أو الناي، له مكانة خاصة في الطقوس اليمنية الريفية، حيث يرتبط بالتعبير عن مشاعر الحب والفراق. ويضيف المزمار أجواءً من البهجة على الحاضرين في الأعراس، ما يزيد تفاعلهم وحماستهم أثناء الرقص.
الموسيقى في التاريخ اليمني
تعتبر الآلات الموسيقية جزءاً من تاريخ الإنسان اليمني القديم، حيث استخدمها منذ الحضارات السبئية والمعينية. وقد وُجدت آثار تدل على هذا الارتباط، مثل مجسم لامرأة تعزف على آلة موسيقية عمرها 3000 سنة.
لحظة فارقة
يعتبر الزواج في اليمن حدثاً وجودياً بالغ الأهمية، مساوياً في عظمته للميلاد. وهو يجسد الخلاص من حياة العزوبية وبداية حياة جديدة مليئة بالأمان والطمأنينة.