غزة تحت النار: استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين وتفاقم الأزمة الإنسانية
في صباح اليوم السبت، استشهد وأصيب العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية لليوم الـ400، مما أسفر عن استشهاد ثلاث سيدات من عائلة حمودة، وإصابة آخرين بعد قصف مكثف استهدف بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه من الضروري اتخاذ استراتيجية شاملة للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، مشدداً على أهمية العمل على تحقيق وقف إطلاق النار دون ربطه بتطورات أخرى، ومشيراً إلى أن وقف الحرب يتطلب التهدئة أو الهدنة أو حتى صفقات لتبادل الأسرى. وأكد فهمي أنه حتى في حال توقف الحرب، فإن استمرار وجود الاحتلال يضمن أن إسرائيل ستحقق مكاسب على حساب الفلسطينيين.
ارتفاع الشهداء والإصابات واحتدام الحصار
وصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر إلى 43508 شهيدًا، و102684 مصابًا، معظمهم من النساء والأطفال. وبقيت أعداد كبيرة من الضحايا تحت الأنقاض نتيجة القصف المكثف وصعوبة الوصول إليهم.
ورغم تزايد التحذيرات من وقوع مجاعة وشيكة في شمال غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره الصارم، وفقاً لما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن وكالة الأونروا التي أكدت عدم وصول المساعدات إلا للمستشفيات فقط، فيما بقي السكان دون غذاء أو دواء. وحذرت غرفة تجارة غزة من أن القطاع على شفا كارثة غذائية قد تودي بحياة الكثيرين، إذا لم يتم تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
وفي تطور جديد، أشارت لجنة مراجعة المجاعة المستقلة إلى أن الوضع يتطلب استجابة فورية لتفادي الكارثة، وحثت جميع الجهات المؤثرة على اتخاذ خطوات عاجلة للحد من الكارثة الإنسانية.
الاعتداءات الإسرائيلية على قاطفي الزيتون في الضفة الغربية
وفي الوقت ذاته، شهدت الضفة الغربية اعتداءات متواصلة على قاطفي الزيتون الفلسطينيين، حيث هاجم مستوطنون إسرائيليون مزارعين فلسطينيين في قرية بورين، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم، وسرقة ثمار الزيتون. وأوضحت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن هذه الهجمات طالت أكثر من 239 حالة اعتداء منذ بدء موسم الزيتون، بما في ذلك منع الوصول إلى الأراضي، ونتج عنها استشهاد فلسطينية تبلغ من العمر 60 عامًا، وإصابة العشرات.
الوضع الأمني المتدهور في شمال غزة وملاحقات بالضفة
في شمال غزة، تزداد الأوضاع تدهورًا مع استمرار الحصار والقصف، بينما تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث حاصرت القوات الإسرائيلية منزلًا في بلدة عقابا، مما أسفر عن إصابة فلسطيني بجروح خطيرة واعتقال اثنين آخرين. وأفادت المصادر بأن قوات الاحتلال قامت بهدم تذكار الشهيد خالد الشاويش، وأرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى البلدة، مما زاد من التوترات الأمنية.
تفاقم الوضع الإنساني وسط استمرار الحصار
ومع استمرار الهجمات الجوية والبرية والبحرية، يعاني قطاع غزة من حصار خانق يمنع دخول الوقود والمساعدات، مما فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق. وقد تحول القطاع إلى مسرح لكارثة إنسانية شملت جميع مناحي الحياة، مع استمرار الحرب وغياب الأفق للحلول.