المزيد

د صلاح سلام يكتب .. فاجعة الموت

ان اكبر مصيبة على وجه الارض هي فاجعة الموت والفقد درجات واكبرها واعظمها فقد الضنى فهو اختبار صعب تتمنى دائما ان لايكتبه الله على احد..وقد اذهلتني تلك الخنساء التي كانت تبحث عن فلذة كبدها في المقابر الجماعية في غزة جراء معركة طوفان الاقصى وعندما رأت جثمانه طفقت تزغرد.

كيف انطلقت علامات الفرح في قمة الالم من اين اتت هذه المرأة بهذا الجبل من الصبر ؟

ترى هل رأت على وجهه علامات الجنة؟ هل رات روحه معلقة وهي تصعد الى بارئها لتسكن الى جواره راضية مرضية؟

ماذا رأت تلك الام المكلوم التي جفت دمعتها وغرد صوتها من بحار الالم تعزف ذاك النغم الذي اعتدنا عليه في الافراح والليالي الملاح؟

هل رأت الملائكة يرفعون جسده ويحملون روحه على اكفهم؟

لا اظن انها فقدت صوابها فقد رأينا من قبل امهات يودعن ابنائهن الشهداء بالزغاريد ولكنهم كانوا في وضعية اخرى عما نراه الان حيث الحرب المدمرة والمقابر الجماعية والجوع والحصار. كيف يصبح منتهى الامل ان تجد الام جثمان ولدها فتصيح مزغردة؟

هل اصبح قمة الالم خليط من الفقد والامل.

ان كل قواعد العلوم الانسانية والفلسفة الوجودية تعجز عن تفسير هذا المشهد فلا المعري شاهده ليقرضه شعرا ولا ابو العتاهية رأه ليحسبه زهدا ولا شوقي سطره في بوردته وربما يكون الخيام قد اورد الموت في رباعياته لكنه لم يوصف حال تلك الام الثكلى وهي تغرد.

لاشك ان هناك قرابة الخمسون الف قصة للموت في الارض السليبة كانوا بالامس احياء يرزقون وسبقهم اضعاف اضاعفهم واختلفت المشاهد وحارت العقول وهي تشتكي ظلم الانسان لاخيه الانسان وكأن الارض قد ضاقت بأهلها وكل يريد العيش على جثث الاخرين ولايعلم انه حتما راحل مهما تيسر له العيش.

ولكن هي النفس الامارة بالسوء الا مارحم ربي.

مؤكد ان صاحبة الزغرودة لديها يقين ان من مات غدرا وسط الدمار له عقبى الدار ومن عاش باطشا يحلم بطول الاعمار سيزول يوما تحرقه انات الثكالي وغيظ المكظومين.

ونار تندلع من صدور المكلومين ستحرقه يوما.

انه يوم الدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى