خبراء يتحدثون عن تأثير القضية الفلسطينية على الانتخابات الأمريكية
أسماء صبحي
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تثار تساؤلات حول كيفية تأثير نتائجها على مسار القضية الفلسطينية. ففي الوقت الذي يتنافس فيه الحزبان الجمهوري والديمقراطي على منصب الرئاسة، ينشغل المراقبون بتقييم إمكانية أن تتخذ الإدارة الجديدة، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، خطوات فعلية لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أم أن الوضع سيبقى بلا تغيير يُذكر، كما هو الحال منذ عقود.
إنهاء الحروب
ومن جهته، يعتقد الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، أن فوز الحزب الجمهوري قد يزيد من التحديات السياسية التي تواجه الديمقراطيين داخليًا، مشيرًا إلى تجارب سابقة مثل انتخابات 2000 و2016، التي شهدت ضغوطًا داخلية على الديمقراطيين دفعتهم لاتخاذ مواقف دولية، مثل مساعيهم لإبقاء القرار الأممي رقم 2334 ساريًا لإدانة الاستيطان الإسرائيلي.
ويضيف الرقب، أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد يعود بطرح رؤية لحل النزاعات الإقليمية، تتلخص في إنهاء الحروب التي تستنزف الولايات المتحدة، وقد تشمل هذه الرؤية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وتابع إنه في المقابل، إذا فاز الديمقراطيون بقيادة كامالا هاريس، فمن المرجح أن تستمر الإدارة بنهجها المتردد في معالجة القضية الفلسطينية. ويرى الرقب أن الظرف الحالي يستدعي تحركًا أمريكيًا جديًا نحو إنهاء الحرب، ودعم الحل القائم على مبدأ الدولتين.
وأشار الرقب إلى دعم عربي واضح، وبخاصة من السعودية، التي تشترط، ضمن مساعي التطبيع مع إسرائيل، تقديم ضمانات تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية. ويشكل هذا التوجه تحديًا للسياسة الإسرائيلية التي تتعارض مع بعض توجهات الكنيست بشأن الاستيطان.
الموقف الأمريكي
يرى الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن الانتخابات المقبلة، سواء أسفرت عن فوز الديمقراطيين أو الجمهوريين، لن تؤدي إلى تغيير جوهري في موقف أمريكا تجاه القضية الفلسطينية.
ويؤكد أبو عطيوي، أن الإدارات الأمريكية، عبر السنوات، لم تتجاوز تقديم وعود دعائية وإعلامية موجهة لتحصيل الأصوات من العرب الأمريكيين، بينما تبقى هذه الوعود بلا تنفيذ فعلي على الأرض، حيث تواصل الولايات المتحدة دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أبو عطيوي، أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يتجلى في استمرار الحرب على غزة، التي بلغت شهرها الثالث عشر، مما يعكس موقفًا مزدوجًا؛ فعلى الرغم من إعلان واشنطن دورها كوسيط، فهي تقدم دعمًا عسكريًا ولوجستيًا لإسرائيل، متجاهلةً معاناة الفلسطينيين الإنسانية الصعبة.
وأشار إلى ضرورة تشكيل موقف عربي موحد عبر جامعة الدول العربية، بهدف مطالبة الرئيس الأمريكي القادم بإنهاء الاعتداء على غزة، وإلزام إسرائيل بمفاوضات جادة لتحقيق الأمن والاستقرار للفلسطينيين، وتلبية حقهم في إقامة دولتهم المستقلة.
دعم إسرائيل
بدوره، يرى المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال أن السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية لا تتغير بتغير الإدارات. وأوضح أن هناك مشروعًا أمريكيًا-إسرائيليًا طويل الأمد يجري تطبيقه في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الانتخابات الأمريكية ليست سوى استمرارية لهذا الدعم دون تغيير فعلي.
ويعتقد نزال أن الجمهوريين يمنحون إسرائيل حرية أوسع في تنفيذ سياساتها، بينما قد يفرض الديمقراطيون بعض القيود النسبية. لكنه يشير إلى أن السياسة الأمريكية، بغض النظر عن الحزب الحاكم، لم تسهم سوى في تعزيز الاحتلال وترسيخ الاستيطان، مع دفع الفلسطينيين ثمن هذا الانحياز الأمريكي الذي يدعم إسرائيل على حساب حقوقهم.