اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى في جبانة العساسيف بالأقصر كنوز ومقتنيات أثرية تسرد حكايات الماضي

كتبت شيماء طه

شهدت جبانة العساسيف في الأقصر اكتشافاً أثرياً هاماً لأول مقبرة تعود لعصر الدولة الوسطى، مما يُعد إضافة فريدة للمواقع الأثرية في مصر.

يسلط هذا الاكتشاف الضوء على تقنيات الدفن وأساليب التحنيط التي استخدمها المصريون القدماء، ويثري معرفتنا بتاريخ مصر القديم.

محتويات المقبرة المكتشفة

مقتنيات من العقيق الأحمر والأحجار الكريمة

ضمت المقبرة مجموعة من القلائد، والأساور، والسلاسل، والخواتم، والأحزمة المصنوعة من العقيق الأحمر. تم تصميمها بدقة لتجسد الاهتمام الكبير بجماليات ومقتنيات الموتى.

قلادة فريدة من حجر الأماتيست

عُثر داخل المقبرة على قلادة مكونة من 30 خرزة أسطوانية الشكل، مصنوعة من حجر الأماتيست البنفسجي ، يُعتقد أن هذه القطع كانت تستخدم كرمز للقوة والحماية.

مرايا من النحاس

اكتُشفت داخل المقبرة مرآتان نحاسيتان، إحداهما ذات مقبض مزخرف على شكل زهرة اللوتس، مما يعكس أهمية النظافة والاحتفاء بالجمال لدى المصريين القدماء.

هياكل عظمية لأطفال ونساء ورجال

كشفت الحفريات عن وجود هياكل عظمية تخص أطفالاً ونساءً ورجالاً، مما يبرز أن المقبرة كانت موقعاً لدفن مختلف الفئات، ويعكس تكريم المصريين لجميع أفراد المجتمع في طقوسهم الجنائزية.

رسومات ونقوش جدارية

تزين جدران المقبرة برسومات تجسد مشاهد من الحياة اليومية وطقوس الدفن، إضافة إلى نقوش تدعو للمتوفي بحياة سعيدة في العالم الآخر، مما يعكس العقائد الدينية التي كانت سائدة في تلك الفترة.

المقبرة عائلة كانت تستخدم لعدة أجيال خلال الأسرة الثانية عشر وبداية الأسرة الثالثة عشر

أهمية الاكتشاف

يعزز هذا الاكتشاف الأثري من فهمنا لتاريخ الدولة الوسطى وعمق ثقافة المصريين القدماء وتطور عقائدهم الدينية.

كما يضيف بُعداً جديداً للكنوز الأثرية التي تميز منطقة الأقصر، مما يسهم في جذب المزيد من الأنظار نحو تاريخ مصر العريق.

من المقرر أن تستمر أعمال الحفر والتنقيب في الموقع، مع الحفاظ على المقتنيات المكتشفة بعناية لدراستها وتوثيقها.

تهدف هذه الجهود إلى فهم أعمق لأساليب الحياة في عصر الدولة الوسطى وعرض هذه الكنوز في المتاحف المصرية لتكون شاهداً على روعة الحضارة المصرية القديمة.

يمثل هذا الكشف الأثري إنجازاً تاريخياً، يثبت عظمة مصر القديمة ويبرز استمرارية جهود علماء الآثار في اكتشاف المزيد من الأسرار وكنوز الحضارة المصرية.