قبيلة العقايلة تراث وتاريخ عريق في صحراء مصر
كتبت شيماء طه
قبيلة العقايلة من القبائل العربية الأصيلة التي سكنت الصحراء الغربية في مصر، ولها تاريخ يمتد إلى قرون طويلة حيث تُعتبر من القبائل البدوية التي استوطنت المناطق الصحراوية، وخصوصاً محافظة مطروح وما حولها.
وتشترك القبيلة في الجذور والعادات مع عدد من القبائل العربية التي قدمت إلى شمال إفريقيا، وخاصة من شبه الجزيرة العربية.
تشتهر العقايلة بتراثها الغني والمتنوع الذي يعكس نمط حياة البدو في الصحراء الغربية، حيث يمتاز أفراد القبيلة بالكرم والضيافة والشجاعة، وهذه القيم تحظى باحترام وتقدير كبيرين في المجتمع المصري.
كما أنّ القبيلة تعتمد على بعض المهن التقليدية التي تتلاءم مع بيئة الصحراء، من بينها تربية الإبل والأغنام والزراعة في الواحات القريبة من الصحراء.
تتمسك القبيلة بتراثها ولغتها ولهجتها الخاصة التي تُعتبر جزءاً من اللهجة البدوية المنتشرة في مطروح وبعض المناطق الأخرى.
ويتجلى هذا التمسك بالتراث في المناسبات الاجتماعية كالزواج والمناسبات القبلية التي تُقام فيها الاحتفالات والأهازيج التقليدية.
كما أنّ شعر البادية يُعتبر جزءاً مهماً من ثقافة القبيلة، حيث ينظم الشعراء المحليون قصائد تحكي عن البطولة والفخر والولاء للأرض والوطن.
وتُعتبر القبيلة جزءاً مهماً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في محافظة مطروح، حيث أن أبناء القبيلة يشاركون بفعالية في المجتمع المحلي ويعملون في مجالات متنوعة، من بينها التجارة والزراعة.
وقد ساهمت القبيلة في استقرار المنطقة، إذ تلعب دوراً في حل النزاعات المحلية من خلال مجالس الصلح العرفية التي تتبناها القبائل في حل النزاعات بأسلوب تقليدي يحترم القيم والتقاليد.
في السنوات الأخيرة، شهدت القبيلة تطوراً في أساليب الحياة حيث أصبح هناك حرص على التعليم وتطوير الأجيال الشابة للمساهمة في التنمية الحديثة لمصر.
وقد اتجه العديد من أبناء القبيلة إلى التعليم العالي والعمل في المدن الكبرى، إلا أن الكثير منهم لا يزال يعود إلى مطروح وبيئته الأصلية خلال الأعياد والمناسبات.
تُعدّ قبيلة العقايلة جزءاً من التراث الثقافي المصري، حيث تعمل على الحفاظ على هويتها الفريدة وتقاليدها، وتلعب دوراً في تعزيز الوحدة والتماسك بين أبناء الصحراء الغربية، مما يجعلها رمزاً من رموز العراقة والأصالة في المجتمع المصري.
