أسد المدفعية الساحلية وبطل الصمود رائد بحرى فاروق موسى
كتبت شيماء طه
برز اسم الرائد البحري فاروق موسى كأحد أبطال المقاومة المصرية.
كان هذا البطل جزءاً من العديد من المحطات الحاسمة في تاريخ مصر، بدءاً من العدوان الثلاثي عام 1956، مروراً بحرب 1967 وحرب الاستنزاف، وصولاً إلى النصر الكبير في حرب أكتوبر 1973.
لم يكن مجرد ضابط، بل تجسيداً للصلابة والوطنية الحقة.
دوره في مواجهة العدوان الثلاثي على بورسعيد (1956)
بدأت مسيرة فاروق موسى العسكرية بالانضمام إلى الجيش المصري في أكتوبر 1951 في سلاح المدفعية.
ومع بدء العدوان الثلاثي على بورسعيد عام 1956، لعب دوراً بارزاً في صد الاحتلال البريطاني والفرنسي.
استضاف موسى عدداً من رجال المخابرات، منهم حمدي الأعسر وصلاح حتوت وحمدي أبو شادي، لتزويدهم بمعلومات دقيقة حول تحركات القوات البريطانية ونقاط ضعفها.
كما تولى توصيل المعلومات من نقاط المراقبة في بورسعيد إلى مدير المخابرات في القنال عبر بحيرة المنزلة، غير مكترث بالمخاطر التي واجهته، إذ تعرض في إحدى المرات للاعتقال من قبل القوات البريطانية.
رغم تعرضه للتعذيب الشديد أثناء اعتقاله، إلا أن موسى تظاهر بالعجز ليتمكن من الخروج وإكمال مهمته، فصموده هذا ساعد في توصيل مستندات وأوراق هامة للمقاومة.
كانت شجاعته وقدرته على تحمل التعذيب شاهداً على إيمانه العميق بقضيته، واستمر في دوره بتوصيل الأسلحة والذخائر إلى المقاومة من المطرية لبورسعيد.
دوره في حرب 1967
صد العدوان على بورفؤاد
في عام 1967، تم ترشيح فاروق موسى للخدمة في الكتيبة 451 بجوار جبانة بورسعيد.
ومع تقدم القوات الإسرائيلية نحو بورفؤاد، قاد موسى الجنود في اشتباكات ضارية على الكيلو 27، ليتمكن من صد العدو ومنع تقدمه نحو بورفؤاد.
كانت مشاركته الحيوية في هذه الاشتباكات سبباً رئيسياً في إيقاف زحف العدو وحماية بورسعيد من الوقوع مرة أخرى تحت الاحتلال.
دوره في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973
أسد المدفعية الساحلية
استمر فاروق موسى في إظهار شجاعته أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، حيث خدم ضمن السرية 78 التي اشتبكت مع القوات الإسرائيلية عند النقطة الحصينة شرق بورفؤاد، والمعروفة باسم منطقة “رمانة”.
كانت هذه النقطة ذات أهمية استراتيجية لإسرائيل التي حاولت دخول بورفؤاد عبرها.
قام موسى بمواجهة لواء مدرع إسرائيلي يتألف من عدة دبابات، واتخذ قرار الاشتباك دون انتظار الأوامر، ما أدى إلى تقهقر القوات الإسرائيلية وأسر عدد من الدبابات، التي أصبحت فيما بعد معروضة في متحف بورسعيد، شاهدةً على بطولته.
نهاية مسيرته العسكرية وتكريمه
خرج فاروق موسى من الخدمة برتبة رائد بحري، مخلفاً وراءه إرثاً عظيماً من الشجاعة والإخلاص للوطن.
كانت تضحياته وجسارته رمزاً من رموز الصمود المصري، حيث ساهمت تصرفاته الحاسمة في منع العدو من احتلال بورسعيد والسيطرة على قناة السويس، أحد أهم الشرايين الحيوية لمصر والعالم.
كانت حياة الرائد البحري فاروق موسى مليئة بالتحديات التي واجهها بشجاعة وإيمان، وقدم خلالها دروساً عظيمة في البطولة والإصرار.
سيبقى اسمه في ذاكرة الوطن خالداً، رمزاً لمن قدموا أرواحهم دفاعاً عن مصر، ولأبطالٍ عاشوا وماتوا وهم يؤمنون بقدسية الأرض.