المزيد

إمبراطورية حِمير: العمالقة المنسيون لجنوب الجزيرة العربية

في أعماق التاريخ اليمني، نشأت حضارة حِمير، الشعب العريق الذي أسس دولة مهيبة سيطرت على أغلب مناطق الجنوب العربي. ممتدة من شواطئ بحر القلزم الساحر إلى أعماق حضرموت الغامضة، ومن المحيط الهندي الواسع إلى الأراضي الداخلية التي كانت تحت حكم سبأ. اختاروا ظفار. بقيادة الملك شربئيل. لتكون قلب إمبراطوريتهم النابض.

إمبراطورية حِمير

كانت لحِمير صلات متينة بالإمبراطورية الرومانية، وشهد عهد الإمبراطور قسطنطين الثاني دخول المسيحية إلى أراضيهم عبر بوابة ثيوفيلوس الهندي، حيث أقيمت الكنائس في عدن وظفار. واعتنق الحميريون المسيحية بكل ترحاب.

مع توطيد الأحباش، أو حكام أكسوم، لسلطتهم في اليمن. كما أطلق ملكهم على نفسه لقب ملك الحميريين. في زمن موازٍ لحكم قسطنطين الثاني. وقد رجح بعض المؤرخين أن الحميريين كانوا جزءًا من الشعوب الأثيوبية. وهو ما أيده بعض الكتاب البيزنطيين القدامى. ومن جانبهم. كما حافظ الرومان على علاقاتهم الودية مع حِمير لتعزيز مصالحهم التجارية وللحصول على دعمهم ضد الفرس الساسانيين.

في عام 521، قاد ذي نواس اليمنيين في ثورة ضد الأحباش، ويُزعم أنه اعتنق اليهودية وبدأ في اضطهاد المسيحيين في نجران.

لم تطل مدة حكم الحميريين بعد هذه الأحداث، إذ سرعان ما وقعت البلاد تحت الاحتلال العسكري الفارسي. وعندما بزغ فجر الإسلام، كانت مملكة حِمير قد تلاشت في غبار التاريخ، لينضم أبناء حِمير والفرس المحتلين إلى الدين الإسلامي الجديد.

تميزت لغة الحميريين بخصائص فريدة، فقد كانت تختلف قليلاً عن اللهجات العربية الشمالية في مفرداتها وقواعدها النحوية، مما يعكس ثراء وتنوع اللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى