تورط قاصرين وإفشال مخطط استخباراتي:تفكيك شبكة تجسس لصالح إيران في إسرائيل

أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) والشرطة عن تفكيك شبكة تجسس كانت تعمل لصالح المخابرات الإيرانية، في أحدث محاولات طهران لتجنيد إسرائيليين لأغراض التجسس.
ووفقًا لبيان مشترك بين “شين بيت” والشرطة، فقد تم اعتقال سبعة إسرائيليين من شمال إسرائيل، بما في ذلك مدينة حيفا الساحلية، بعد تحقيق كشف عن قيامهم بجمع معلومات استخباراتية حول مواقع عسكرية إسرائيلية، وبنية تحتية للطاقة والموانئ.
ووصف البيان هذه الحادثة بأنها من أخطر الاختراقات الأمنية التي شهدتها إسرائيل على الإطلاق. وقال مصدر رفيع المستوى في جهاز الشاباك إن أنشطة الشبكة قد ألحقت أضرارًا بأمن الدولة.
وأفاد البيان بأن المشتبه بهم، وبينهم قاصران، كُلفوا من قبل عملاء المخابرات الإيرانية بتنفيذ مئات المهام لجمع المعلومات حول قواعد عسكرية تشمل محطات طاقة مثل محطة الخضيرة شمال إسرائيل، وقواعد للقوات الجوية والبحرية، بالإضافة إلى بطاريات وموانئ “القبة الحديدية” للدفاع الجوي.
وأشارت الأجهزة الأمنية إلى أن المتورطين تلقوا مئات الآلاف من الدولارات مقابل خدماتهم، جرى بعضها عبر العملات المشفرة. وخلال التحقيق، تم ضبط العديد من المواد التي سلمتها الشبكة إلى العملاء الإيرانيين.
وأكدت الشرطة أن الدافع الأساسي وراء تصرفات المشتبه بهم كان الطمع المادي والرغبة في إلحاق الضرر بإسرائيل ومواطنيها. ومن المتوقع أن تقدم النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام في الأيام المقبلة.
يُذكر أنه في سبتمبر الماضي، اعتقلت إسرائيل مواطناً إسرائيلياً للاشتباه في تورطه في مؤامرة اغتيال مدعومة من إيران تستهدف شخصيات بارزة، بما في ذلك رئيس الوزراء. كما أن لإسرائيل تاريخًا طويلًا في تنفيذ عمليات استخباراتية داخل إيران، ومن بينها اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، في طهران في يوليو الماضي، رغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن هذا الحادث.
وأفادت صحيفة “هآرتس”، بأن المتهمين السبعة، وهم يهود هاجروا من أذربيجان ويقيمون في حيفا وشمال إسرائيل، بينهم جندي هارب من الخدمة العسكرية وقاصران، “نفذوا ما بين 600 و700 مهمة لجمع معلومات استخبارية، تحت إشراف المخابرات الإيرانية”.
وشملت هذه المهام “جمع معلومات عسكرية”، ويُتهم المشتبه بهم بتلقي مئات الآلاف من الدولارات في صورة تحويلات نقدية وعملات رقمية من سياح روس.
ووفقاً للشرطة، فإن اعتقالهم جاء بسبب مخاوف من أن أنشطتهم يمكن أن تعرّض حياة الناس للخطر، لا سيما بعد أن بدأوا في جمع معلومات عن مسؤولين إسرائيليين بارزين.
وتأتي الاعتقالات في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم على إيران ردًا على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران في الأول من أكتوبر، والذي تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بأن طهران “ستدفع ثمنه”.



