خبير يكشف تفاصيل التنسيق بين مصر والسعودية لتعزيز أمن الملاحة في البحر الأحمر
أسماء صبحي
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إمس الثلاثاء، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته الرسمية إلى مصر.
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال لقائه الأخير مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، عن بدء تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، الذي سيتناول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة القضية الفلسطينية، إضافة إلى التعاون الاقتصادي والاجتماعي.
وعقب القمة الثنائية التي عقدت بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة. أكد اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، أن العلاقات المصرية السعودية تتميز بالتاريخية والتقدم المستمر.
التعاون العسكري
وأشار إلى أن التعاون العسكري بين البلدين قوي وذو أهمية بالغة. وبرز بشكل أكبر منذ أبريل 2015 من خلال عملية إعادة الأمل التي قادتها السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بمشاركة مصر عبر قوات بحرية محدودة بهدف تأمين الممر الملاحي للبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
كما لفت إلى أن هناك عدة اتفاقيات بين مصر والسعودية لتعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجال العسكري، حيث تم إرساء مجموعة من بنود التفاهم بين الطرفين، وفقًا لإعلان القاهرة عام 2015، الذي تضمن فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة كتحالف عربي آسيوي أفريقي للدفاع عن الإقليم وحماية مصالح شعوبه.
وأكد الخبير العسكري أن البلدين يجريان تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة سنويًا لتبادل الخبرات ورفع الكفاءة القتالية للمتدربين، مثل مناورات “رعد الشمال” و”تبوك” للقوات البرية و”مرجان” للقوات البحرية و”فيصل” للقوات الجوية.
الحفاظ على أمن البحر الأحمر
كما تحدث عن أهمية دور مصر والسعودية في الحفاظ على أمن البحر الأحمر، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية، مثل الحرب في غزة ولبنان، وكذلك الأزمة في السودان التي تمثل تحديًا استراتيجيًا للبلدين. فالسودان يمتلك ساحلًا كبيرًا على البحر الأحمر، حيث تعاني حركة الملاحة من الاختناق بسبب سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب.
وذكر أن للبلدين مصالح استراتيجية مشتركة في هذا الممر المائي الهام، مما يتطلب منهما تكثيف الجهود للخروج بحلول فعالة لهذه الأزمات المعقدة، والتي تؤثر على المنطقة بأسرها، وتتعارض مع رؤية المملكة لعام 2030.
وأشاد بموقف التنسيق المشترك للبلدين في القضية الفلسطينية، حيث تتشارك الدولتان في ضرورة وقف العدوان على غزة والضفة الغربية، والسعي لتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، مع التأكيد على تحركهما الإقليمي والدولي من منظور مشترك.