وراء كل شارع حكاية.. درب “قرمز” الذي أثر في طفولة الأديب العالمي نجيب محفوظ
أميرة جادو
تضم القاهرة العديد من الشوارع والميادين التاريخية التي يمتد عمرها إلى قرون طويلة، وبعضها تخطى حاجز الألف عام، ويعد درب قرمز واحد من أقدم هذه الشوارع بل فهو قلب القاهرة الفاطمية، حيث يتفرع من الجزء الشمالي بشارع المعز لدين الله البحري أي نهاية شارع التمبكشية الغربي، وقد تأسس في القرن الرابع الهجري، ومازالت بعض بيوته المصنوعة من الخشب، تحافظ على جمال تصميمها وصامدة رغم تقادم الزمن.
سبب التسمية
ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم إلى الشيخ مصطفي دده قراميز، والذي درس العلوم الدينية والصوفية للطلاب المتصوفين والدراويش بتكية وضريح “سنان باشا” الموجودة بأول هذا الدرب، التي أنشأها الوزير سنان باشا والي مصر العثماني، وقد عرف الشيخ مصطفى بين العامة من سكان الجمالية بعد ذلك بمصطفى قرمز. وفى أوائل القرن السابع عشر الميلادي سميت تكية سنان باشا باسم “تكية قرمز”، كما سمى الدرب أيضا باسم “درب قرمز”.
وقد انشأ سنان باشا التكية والضريح في عام 981هـ للشيخ “نسا الخراساني”، وهو المذكور اسمه وتاريخ وفاته في الطراز الذي يعلو باب الضريح؛ وقد دفنت هذه الكتابة (أي النص السفلى على جانبي الباب) وطمست مع ما دفن من باب الضريح بباطن الأرض لعلوها عليه مع تقادم الزمن. وقد تخربت مباني التكية. وأنشئ مكانها بيوت فيما عدا الضريح، وهو ما تبقى من الأثر. الذي كان يضم الضريح وتكية تكفل أكل وشرب ومعيشة الفقراء والمساكين.
والجدير بالذكر أن الأديب الكبير “نجيب محفوظ” قد ولد بالعقار رقم 8 بدرب قرمز، وعاش به طفولته وشبابه لمدة 13 سنة، قبل أن ينتقل للسكن في حي العباسية، وقد أثر هذا المكان بشكل كبير في حياة الأديب العالمي نجيب محفوظ وكان محور رئيسي في كتابته حيث كانت طفولته.