تاريخ ومزارات

وراء كل مثل حكاية.. لماذا قالت العرب “القشة التي قصمت ظهر البعير”؟

 

“القشة التي قصمت ظهر البعير”، هو مثل عربي شائع، ويستخدم للتعبير عن الحد الذي يمكن أن تتحمل فيه الأمور الصغيرة تبعات كبيرة. لكن، كما هو الحال مع الكثير من الأمثال، فإن لهذا المثل قصة تروي كيف نشأ وتكون.

القصة وراء المثل

يحكى في قديم الزمان أن رجلاً كان يمتلك جملًا، وكان في طريقه إلى بلدة بعيدة. فحمل على الجمل ما يعادل أربعة جمال من المتاع، حتى بدأ الجمل يشعر بثقل الحمل ويهتز من كثرة الأمتعة عليه. وعندما لاحظ الناس ذلك، صرخوا في وجه صاحب الجمل قائلين له: “أما كفاك ما حملت عليه؟”.

لكن صاحب الجمل لم يأخذ بكلامهم، وأصر على إضافة حزمة من التبن إلى الحمل، قائلًا إنها خفيفة ولن تزعج الجمل، وأنها آخر ما سيضيفه. إلا أن الجمل، الذي كان قد وصل إلى أقصى طاقته، سقط على الأرض فورًا. فدهش الناس وقالوا “القشة التي قصمت ظهر البعير”.

المغزى من المثل

لكن الواقع أن القشة لم تكن السبب الوحيد وراء سقوط الجمل. فالأحمال الثقيلة التي تراكمت عليه هي التي جعلته يتعثر ويسقط. أما القشة الأخيرة، فهي بمثابة نقطة التحول التي جعلت الجمل غير قادر على التحمل بعد أن وصل إلى حده الأقصى.

يستخدم هذا المثل لتوضيح أنه حتى في أقوى الكائنات، أو أقوى الأشخاص، هناك حدود لما يمكنهم تحمله. وعندما تتراكم الأمور الصغيرة، فإنها قد تؤدي في النهاية إلى انهيار أكبر مما كان متوقعًا. وعليه، يدعو المثل إلى عدم الاستهانة بالمسائل الصغيرة التي قد تتسبب في نتائج كبيرة، ويستشهد به في الحديث عن أهمية تفهم ما يمكن أن تتحمله الأمور في الحياة.

كما يذكرنا هذا المثل بالآية الكريمة من كتاب الله عز وجل: “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها”، والتي تحمل معاني مشابهة حول تحمل الأعباء والحدود التي تفرضها القدرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى